رئيس التحرير
عصام كامل

يا عزيزي..نحن الزبالين !!


حدثنى صديق عائد لتوه من رحلة عمل في عدد من الدول منها تركيا، لم يحدثنى إلا عن شىء واحد، ألا وهو دورات المياه العامة، لدرجة أنه قال: في تركيا دورات المياه العامة لا يوجد مثلها في بيوتنا، والمدهش والكلام لايزال على لسان صديقى: أن هذه مسئولية المجتمع الأهلي وليس الحكومة.


لن نقارن وضعنا اللانسانى بهؤلاء، لكن تعالوا معا نراجع بعض تصرفاتنا، من منا لم يشاهد أحد أصحاب السيارات الفارهة وهو يلقى من شباك سيارته يبدأ من عقب السيجارة وصولا إلى أي شىء يمكن تخيله.أوراق كان بها سندوتشات، علبة سجائر فارغة، علبة مشروب بارد، علبة مناديل فارغة...الخ

روى صديقى أنه يسكن على مخر سيل المعادى، وللأسف تحول إلى مقلب زبالة لكل أنواع الزبالة التي تخطر على بال أي بشر، من بقايا الهدم والبناء، زبالة البيوت بأنواعها، إلى بقايا محال الأكل والشرب والكاوتش و.......و.....الخ

يكمل صديقى حكايته أنه استيقظ ذات صباح على صوت جرارات، وشاهد عملية إخلاء مخر السيل من كل أنواع القاذورات، وكان في غاية السعادة، وطبيعى مثل كل مرة للأسف، وبعدها بساعات عاد السكان أنفسهم بإلقاء القاذورات في مخر السيل، وعندما حاول مناقشة أحد الذين حمل ثلاثة أكياس قمامة لمنعه فكان الرد قاسيا، فانسحب محترما نفسه..!

السؤال من منا يتعامل في الشارع بشكل متحضر بدأ من البصق إلى استخدامه إلى دورة مياه علانية ؟ من منا يتعامل في عمله بحرص من منطلق أن مكان عمله مثل بيته وعليه المحافظة عليه.!؟ والغريب أننا نطلق على من ينظف وراءنا " زبالين" بالرغم الزبال يجب أن تطلق على الذي" يزبل " وليس "المنظف" وحتى نصل إلى هذا الأمر أمامنا الكثير والكثير...!

ماذا ينقصنا لكى نصارع الدول المتقدمة في الحياة بشكل إنسانى راق ؟ بل حتى نحيا بالحد الأدنى كبشر بنى آدمين نشعر بالكرامة والحرية مع النفس والمجتمع؟

قامت 25 يناير واهتز العالم.. ولم نتغير في شىء، قامت ثورة 30 يونيه وارتبك العالم..ولم نتغير في شىء، ويمكن أن يحدث كل يوم ثورة ولا يتغير شىء جذرى في المجتمع؟!

باختصار لا أحد يرى في نفسه خطأ ويرى غيره كله أخطاء، لا أحد منا يدرك واقعية حياته وقدراته وقدرات الدولة أيضا، كلنا "صح الصح " وغيرنا دائما الخطأ كله فيه وعليه، وبهذا التفكير لن ينصلح حالنا، علينا أن نقف أمام المرايا بصدق ونعرف عيوبنا، ونتأكد من الإصلاح يبدأ بإصلاحى لنفسى أو على الأقل أتوقف قليلا عن قذف الآخرين وأنسى أننى مثلهم أو أكثر احتاج للإصلاح.
سينصلح حالنا عندما ندرك أننا بتصرفاتنا " الزبالين " وأن ما نطلق عليهم "زبالين" هم المنظفون " فاصلح حالك أولا وتعامل مع زبالتك حتى تسهل مهمة المنظفين..!
الجريدة الرسمية