رئيس التحرير
عصام كامل

لسنا سعداء كما نتمنى !!


الشعب الذي يسخر من همومه وجلاديه بالنكتة والمرح والدعابات مهونًا من خطوب جسيمة.. شعب لا يمكن وصفه بالمتشائم أو الكاره للحياة.. شعب بني حضارته على الزراعة والاستقرار والحركة الدءوب لا يمكن وصفه بالخامل المستسلم المتواكل.. قد يضعف أو يمرض لكنه أبدًا لا يموت.


الشعب الذي استوعب الغزاة وصبغهم بطبعه، وطوعهم لثقافته، لا يمكن الحكم عليه بالتعاسة أو التشاؤم والإحباط..وهي الصفات السلبية التي تتنافى وقدرة المصريين على إنتاج الحضارة وصناعة التاريخ.

وأخيرًا علينا أن نمعن النظر في حكمة المصريين وقدرتهم الهائلة على هضم الحضارات والاحتفاظ بالطابع المصري الأصيل، فللشخصية المصرية أعمدة لا تخطئها عين منصفة..علينا أن نتأمل عظة وجهها البابا تواضروس مفادها أن البشر نوعان..نوع يختار ثقافة الحياة بكل ما فيها من حضارة وتراث وبناء وتعمير ومعرفة وفن وكرامة وعيش طيب ونجاح وتعب ومسئولية واجتهاد.. ونوع ثان يختار ثقافة الموت، حيث يحول كل ما هو جميل في حياة الإنسان إلى موت وخراب، ويظهر ذلك في القتل والتدمير والكراهية والعنف والإرهاب والإيذاء وغير ذلك من أفعال الموت.

البابا تواضروس أكد أيضًا أن أحد مظاهر ثقافة الحياة أن نحول كل شىء إلى جمال؛ لأن الجمال قبل أن يكون خارج الإنسان يكون أولًا داخله، يولد في قلبه، وأظن أن غالبية الشعب المصري اختارت ثقافة الحياة والعيش في أمان وسلام مع الآخر، وإرادة الحياة حتما هي المنتصرة مهما يحاول أعداء الحياة من تنظيمات الإرهاب وميليشيات العنف الملتحفة برداء الدين والدين منهم براء..ربما لا تكون سعادة الشعب كاملة أو بدرجة عالية؛ لكن هذا لا يعني أبدًا أنه تعس أو فاقد للشعور بالسعادة..ولو كره الكارهون.

فالرضا بالمقسوم عبادة.. هذه هي خلاصة حكمة المصريين وقناعاتهم الراسخة منذ القدم..ولو كره الكارهون. شعب مصر لمن لا يعرفه.. شعب محب وقانع بحياته ورغم كل الصعوبات فإنه متفائل بالمستقبل.
وفي النهاية نقر ونعترف بأننا لسنا سعداء كما نتمنى ونستحق.. ولكننا لسنا تعساء كما يتمنى لنا البعض أو يتصورنا.!!
الجريدة الرسمية