رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة الحاجة «سعدية».. تسكن أرصفة ميدان «عباس العقاد» نهارًا لبيع المناديل.. ليس لها عائل بعد تنصل نجلها منها.. تعاني من أمراض في «القلب والكبد».. معاشها الشهري 350 جنيها


تجدها كائنة على أحد الأرصفة بميدان عباس العقاد، تضع صندوقا كرتونيا فوق رأسها ليحميها من حرارة الشمس التي لا ترحم ضعف كهولتها، حاملة أكياسا من المناديل تترقب المارة لتلقى استحسانهم فعلتها، أجبرتها على تلك المشقة وأعباء أسرتها وعجز أبنائها فرض عليها أن تطوف الدروب والطرقات باحثة عن لقمة العيش محفوفة بالمرارة والأسى، فكل ما تتمناه أن تسد احتياجاتها من دواء لا تقدر على كلفته وأن تنجلى عنها ديون تثقل كاهلها بهموم الحياة.


قصة الحاجة سعدية
تلك هي حالة سعدية التي تبلغ من العمر 50 عاما (أرملة) تركها ابنها الأوحد تواجه مشقة الحياة دون معين، تعانى من أمراض في القلب والكبد ليس لديها تأمين صحى يوفر لها علاجها فمعاشها لا يتجاوز 350 جنيهًا، لا يكفى إيجار منزلها، تتشدق بأمل المساعدة لكن تعنت المسئولين في أن يتيحوا لها إيجاد العلاج المناسب حائل تحاول أن تتجاوزه بالرغم من تقديمها عددة طلبات للعلاج على نفقة الدولة دون مجيب.

350 جنيها معاشا شهريا

"مش عوزة حاجة من الدنيا غير لقمتى وأدفع إيجار الشقة، مش عوزة حاجة اكتر من كده غير الستر" بتلك الكلمات بدأت سعدية حديثها لــ"فيتو"، ولسانها مثقل بالألم والأسى، قائلة "انا مليش حد في الدنيا وعيشة لوحدى محدش بيساعدنى وابنى سيبنى ومش سائل فيه وانا باخد معاش التضامن 350 جنيه مش بيقضينى وإيجار الشقة 250ـ وأنا تعبانة وعندي القلب والكبد والسكر ومش معايا فلوس للعلاج".

علاج على نفقة الدولة
وأكدت أنها حاولت أن تحصل على قرار علاج على نفقة الدولة ولكن الجهات المسئولة ترفض الاستجابة إليها لكى تحصل على العلاج بالمجان بالرغم من عدم نيلها الحق في تأمين صحى يتكفل بعلاجها.

بيع المناديل
وتابعت:"ابنى عنده أربع أولاد وبيقولى أنه مش قادر يساعدنى عشان حالته المادية صعبة، وأنا مقدرش أجبره أنه يتكفل بيه وبعلاجى وأنا عيشة لوحدى بين أربع حيطان وخايفة أطرد من الشقة ومقدرش أسدد الإيجار، فبضطر أنزل أبيع مناديل في شارع عشان اجيب فلوس تساعدنى في المصاريف وأنا على باب الله وهو الوحيد اللى بيعينى على الشقاء".

لقمة وعلاج
وأضافت في نهاية حديثها: " أنا بتمنى القى لقمتى وأدفع الإيجار وأجيب علاج وعيش مستورة واموت مرتاحة جوه بيتى ومتبهدلش في الشارع وعلى الأرصفة، ونفسى الحكومة تساعدنى وأتعالج على نفقة الدولة عشان معدتش استحمل الوجع والألم اللى بينهش في جسمى ده كل اللى أنا بتمناه من الدنيا مش اكتر ولا أقل".
الجريدة الرسمية