رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة النووي الإسرائيلي: ديمونة المفاعل النووي السري.. فرنسا ساعدت إسرائيل في بنائه.. الإدارة الأمريكية اعتمدت سريته وقالت إنه محض شائعات.. وأوباما سمح بنشر التقارير السرية انتقامًا من نتنياهو


كشفت مجلة بولتيكو الأمريكية كيف تخبئ إسرائيل برنامجها النووي، فمنذ عقود تعرف منشأة ديمونة الإسرائيلية بأنها مفتاح المشروع النووي السري لإسرائيل، وحاولت تل أبيب العديد من المحاولات المضللة لإخفاء ذلك والإشارة إلى أنه مصنع نسيج في صحراء النقب.


دور فرنسا
وأوضحت المجلة أنه في عهد الرئيس الأمريكي الراحل داويت إيزنهاور في أعقاب عام 1960 كشف أن إسرائيل أنشأت مفاعلا نوويا بمساعدة فرنسا، وكان بمثابة تهديد لاستقرار الشرق الأوسط وظلت إسرائيل تعطي قصصا مراوغة وغير قابلة للتصديق حول مفاعل ديمونة.

وأشارت المجلة إلى أن هذه المادة استندت على مجموعة خاصة من وثائق رفعت عنها السرية من أرشيف الأمن الوطني الأمريكي، ومشروع التاريخ الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية، ومركز دراسات عدم الانتشار معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، كاليفورنيا

300 رأس نووي
بينما أشارت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية إلى أن مدير المخابرات المركزية السابق روبرت جيتش أكد عام 2006 في اجتماعات مجلس الشيوخ أن إسرائيل لديها برنامج نووي سري، وفي عام 2008 صرح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أن إسرائيل لديها ما بين 150 و300 رأس نووي.

برنامج سري
ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة بما فيها إدارة بوش عملت على اعتماد السرية لامتلاك إسرائيل مفاعلات نووية؛ نظرا لكونها قضية سياسية حساسة، واعتمد الرئيس باراك أوباما السرية للمشروع النووي الإسرائيلي، وفي أول مؤتمر صحفي له في البيت الأبيض عام 2009، سئل عن البرنامج النووي الإسرائيلي فأفاد بأنه مجرد شائعات وتخمينات.

انتقام أوباما
وهناك بعض التقارير التي انتشرت مؤخرا على الإنترنت، تشير إلى أن الولايات المتحدة على علم جيد بقدرات إسرائيل النووية، وعدد منشآتها النووية، فما كان منها إلا أن تسرب تقريرا كاملا عن ذلك، في محاولة منها للانتقام من تصريحات نتنياهو الأخيرة في الكونجرس، ما أثار الخلاف مجددًا بينهما.

حيث سمحتْ الإدارة الأمريكية، نتيجة لطلب تم تقديمه إلى المحكمة الفيدرالية في إطار قانون حرية المعلومات؛ بنشر تقرير للبنتاجون يعود إلى عام 1987، حول القدرات النووية الإسرائيلية، ويشبه التقرير المنشآت النووية الإسرائيلية في "ديمونة" ووادي الصرار «ناحل شوريك» بالمنشآت الأمريكية في لوس ألاموس وأوك ريدج، والتي تعتبر مواقعَ حاسمة في المشروع النووي الأمريكي.

تطور النووي الإسرائيلي
ويضيف التقرير الذي يضم 386 صفحة تطور المشروع النووي الإسرائيلي على مدى عقدين، بكل ما يتعلق بنقاط قوته وضعفه، حيث يطور الإسرائيليون أنواعًا من الرموز التي تسمح لهم بإنتاج قنابل هيدروجينية، أي رموز تفصل عمليات الانشطار والانصهار المجهرية.

ورغم اتهام واشنطن بأنها نشرت التقرير في إطار سياسة الانتقام من نتنياهو، إلا أن أمريكا لفتت إلى إطلاع إسرائيل على موعد نشر التقرير ولم تظهر أي معارضة، بما أنها في إطار حرية نشر المعلومات.

إضعاف إسرائيل
ويرى مراقبون أن توقيت أوباما بنشره مثل هذا التقرير يهدف إلى إضعاف إسرائيل وجعلها عرضة للخطر، حيث لا يوجد أي أساس منطقي آخر للقيام بذلك سوى أن إداراته أرادت أن تربك إسرائيل لتمنعها من التجسس على المحادثات الأمريكية–الإيرانية حول الملف النووي.
الجريدة الرسمية