رئيس التحرير
عصام كامل

الدين لله والوطن متسع للجميع


لم يعد يشغل فكر الإعلام المصرى اليوم إلا التفاهات التي اعتقلوا بها عقل المشاهدين وما فائدة من ورائها غير الفتن وزيادة الانقسامات والتشكيك في المعتقدات وشحذ الهمم لشن حروب أهلية عقائدية في الوطن الواحد ونشر الكراهية بين الديانات والعقائد المختلفة.


فكل يوم مناظرات وتبادل شتائم وتسفيه لكل رأى مخالف فقد شاهدت المناظرة التي تمت في برنامج ممكن للإعلامي خيرى رمضان والذي استضاف فيه الباحث إسلام بحيرى والدكتور أسامة الأزهرى والحبيب على الجفرى فكانت سهرة ضاعت من وقتى هباء بلا أدنى فائدة.

فكل واحد يريد أن يستعرض علمه وفكره وينتصر لنفسه أمام المشاهدين والنتيجة هي سقوط كل أقطاب المناظرة أمام الجماهير فكلهم يتكلمون بلغات مختلفة ولم يتفقوا على شىء واحد يدور حوله الحوار ولكنها سيل من القضايا كانت لها تفاسير عديدة على مر السنين.

فدائما وأبدا كان هناك قرآنيون لا يؤمنون بالسنة وهناك فريق يأخذ بكل ما أوتى بكل كتب السنة وهناك شيعة وهناك بوذيون فلماذا لا نترك الأفكار كما هى فما فائدة المناظرات العقائدية التي ما حصدنا منها غير الإرهاب والحروب. ولا أفهم لماذا نحن المسلمين يحدث فينا كل هذا النحر والتعصب والحروب؟

فالديانة المسيحية فيها مذاهب أرثوذكسية وكاثوليكية وبروستانتية وكل مذهب من هوؤاء اندرجت تحته كنائس منبثقة منه ولم نسمع أن أحدا كفر أحدا أو حدث حروب.

ودولة مثل الصين بها ثمانمائة ديانة والكل متعايش بلا أي مشاكل وكذلك أمريكا وأوربا فماذا نحن في بلاد الشرق مصابون بهذه المهزلة؟

وشاهدت حلقة لوائل الإبراشى استضاف فيها الفنانة حنان شوقى والفنان أحمد ماهر وشخصا من حزب النور يثور ويتهمهم بالغباء لأن الفنانة والفنان ذهبا إلى العراق لمناصرة الجيش العراقى والذي ادعى هذا الشخص أنهما ذهبا لمناصرة الشيعة التي تقتل السنة وهم قالا رأينا شعب العراق بكل طوائفه مسحيين ومسلمين وسنة وشيعة ولكن أتهمهما بأنهما قد تشيعا وقد استغلا من قبل الشيعة.

شىء سخيف أن نفرق أنفسنا ما بين شيعى وسنى في الوطن الواحد فهم ليس لديهم أي مشكلة مع شخص كفر بالدين الإسلامى وليس لديهم أي مشكلة مع شخص يعبد البقرة في الصين ولكنهم لا يتقبلون شيعيا مثلا يذكر السيدة عائشة بسوء فكيف يذكرون أصحاب الديانات الأخرى النبى محمد ؟ يا جماعة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والدين لله والوطن متسع للجميع
فلماذا لا نركز على نقاط الاتفاق ونعظمها بدلًا من تعظيم التفاهات وملء القلوب بالحقد والغل تجاه الآخر ونحن ياسادة أمام كارثة فهناك من يستغل الدين من أجل أغراض سياسية وأطماع دنيوية يضيع بسببها الألوف والملايين على مر العصور من أجل تفاهات والله تفاهات ما أتى الله بها من سلطان.

فالجنة ليست ملكا لأحد بل هي ملك لله يدخل فيها من يشاء من عباده والله لا يعترف بالمسميات فهو رب القلوب فأفة الشرق هي القبائلية والحزبية ولك الله يا شعوب العرب أصلح الله أحوالك ونظف عقولكم.

الجريدة الرسمية