رئيس التحرير
عصام كامل

يد الإهمال تطول «غرناطة».. المنطقة المصرية تحاكي نظيرتها الإسبانية وتشهد بفنون التراث الأندلسي.. فنانون معماريون: شاهدة على سباقات الخيل للملك فاروق.. ومطالب بإعادة ترميمها وتحويلها مزارًا س


يرى العشرات من رواد الفن المعمارى وعشاق الذوق الرفيع وخبراء التراث الإنساني المتميز أن ما تحتضنه تلك المساحة التي تلف قلب منطقة روكسى بمصر الجديدة وهى منطقة غرناطة، تمثل واحدة من أهم فنون العمارة التي شيدت في أوائل القرن الماضى، ولا ينبهر بها المتخصص فقط بل كل من ينظر إليها من أصحاب العيون العاشقة للجمال.


ومما لا شك فيه أن الحسرة تملأ قلوب كل من عاصرها في عهدها الذهبى ويحمل في نفسه ذكريات جميلة عنها، ومن المؤكد أن إطلاق اسم "غرناطة" عليها لم يأت من فراغ بل كان محاكاة مصغرة لمدينة غرناطة الإسبانية والتي تم بناؤها في عصر الأندلس، وهى مدينة التراث العالمى التي تحتضن الروائع من الفن المعماري الإسلامى الأندلسى المتفرد والذي لا تضاهيه في روعته ونفس تصميماته مدينة أخرى.

غرناطة المصرية
وغرناطة المصرية ربما تكون محدودة المساحة ولكن تصميم مبانيها والعشرات من مكوناتها المعمارية على الطراز الأندلسى وتحديدًا لغرناطة الأم، فهى تتكون من المنصة الملكية لمشاهدة سباق الخيل والمسجد والمطعم الأندلسي والقباب والبرج ذو السلم الحلزونى، والنوافذ والأبواب والمشربيات والشرفات الدائرية والفتحات والأسقف والزخارف المجسمة وتناسق الألوان وغيرها من التحف المعمارية تجسد هذا الفن المعماري الأندلسى الرائع.

ولكن الإهمال طالها كما طال معظم الأماكن التراثية والمعمارية الفريدة بمصر، فبدل الاهتمام بها وترميمها تعمد المسئولون إهمالها فمنذ غلقها في بداية عام 2000 أمام المواطنين الذين كانوا يأتون لزيارتها والاستمتاع بتمضية أوقاتهم فيها،لم ترمم أو يلتفت إليها أحد إلا من فترة وجيزة عندما تردد على مسامع المواطنين أن شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير والمالك الرئيسى لتلك البقعة تنوى هدم هذا التراث وبناء أبراج سكنية مكانها.

رصدت عدسة "فيتو" الإهمال القائم في غرناطة، كما رصدت آراء المواطنين حول ذلك الإهمال.

بداية قال إيهاب عبد اللطيف إنه ضد هدم الأماكن التاريخية لأي سبب، مشيرًا إلى أنه يجب علينا الحفاظ على تراث مصر والأماكن التاريخية كغرناطة وغيرها وترميمها وجعلها مزارًا سياحيًا مهمًا يدر على البلاد الملايين من الجنيهات.

تشويه التراث
وأضاف محمد عبد الرحيم: أنا غير موافق تمامًا على هدم الأماكن التاريخية وتشويه تراث مصر، حيث تعتبر مدينة غرناطة المصرية علامة مميزة جدًا في قلب مصر الجديدة، مشيرًا إلى أنه من سكان المنطقة المحيطة بها وأنه عاصر مدينة غرناطة حينما كانت مزارًا سياحيًا يقدم بها سينما الطفل والعروض البهلوانية قبل غلقها في وجه مريدينها في عام 2000.

وتابع أنه يجب على المسئولين الاهتمام بالأماكن التاريخية وترميمها فمكان كغرناطة بنى في أوائل القرن الـــ19 على يد البارون إمبان وكان استادًا مميزًا يحضر به الملك فاروق لمشاهدة سباق الخيل، كما تم تصوير فيلم الوسادة الخالية لعبد الحليم حافظ به فيجب الحفاظ عليه، كما أضاف أنه يجب الوقوف بالمرصاد لكل من تورط في إهمال وهدم المناطق التاريخية لبناء أبراج سكنية مكانها.

سباق الخيل
وقال سيد جمعة إن مدينة غرناطة مشهورة جدًا بأنها شهدت العديد من الملوك والأمراء حيث كان الملك فاروق يحرص على حضور سباقات الخيل بها كما صور بها العديد من الأفلام القديمة، فيجب إصدار قوانين صارمة تتصدى لكل من تسول له نفسه والتعدى على الأماكن التاريخية.

وأضاف جمعة أن هناك حملة كبيرة تهدف لتدمير الأماكن التاريخية والتراث المصري ويجب التصدى لها.

وفى السياق ذاته قال عبد العظيم محمد إن هذه ليست أول منطقة تاريخية يتم إهمالها بهذا الشكل، ولكن هناك العديد من المناطق التاريخية وخاصة بالهرم مهملة بشكل مهين مما يجعلنا غير منصفين أمام السياح الذين يأتون لزيارتها.

وطالب محمد، المسئولين في وزارة الآثار، بالاهتمام بالمناطق التاريخية وترميمها ومن ثم تسليمها لوزارة السياحة وجعلها مزارًا سياحيًا يحاكى العالم.
الجريدة الرسمية