رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب بريطاني: أزمات الشرق الأوسط تلاحق الغرب.. أمريكا وبريطانيا لم يعترفا بأخطائهما في المنطقة.. الغرب لم يستنبط الدروس المستفادة من الماضي.. ولا يمكن لأوربا الانسحاب بأمان من صراعات الشرق الأوسط


قال الكاتب البريطاني «باتريك كوكبيرن» إن الحروب في تصاعد من العراق إلى ليبيا وسوريا، وما زالت القرارات التي اتخذها الغرب في الشرق الأوسط تلاحقهم، والعالم ما زال يسخر من القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء البريطاني السابق بشأن العراق، ومع ذلك ينخرط رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون في «حروب مستعرة».


أزمات الشرق الأوسط
وأشار «كوكبيرن» إلى مشاركة بريطانيا في الحرب التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي، التي كانت كارثية لمعظم الليبيين، وأدى الصراع الليبي لزيادة المهاجرين إلى أوربا ولم يتحقق الحرية التي تحدث عنها كاميرون لليبيين، وتنتشر المليشيات المتقاتلة في الشوارع الليبية، والقذائف دمرت المباني.

ويري «كوكبيرن» أن مشهد مجلس العموم عندما رفض التدخل العسكري البريطاني في سوريا يستحق إعادة النظر فيه لأن القرار ربما أفسح المجال لتواجد عناصر تنظيم القاعدة لملء الفراغ في سوريا التي تنحدر نحو حالة من الفوضى الكبيرة، ولم تعترف الولايات المتحدة وبريطانيا بسياستهم الخاطئة في الشرق الأوسط ولم تستنبطا العبر والدروس المستفادة.

هاجس الحروب
ولفت «كوكبيرن» إلى وجود هاجس بريطاني بشأن قرارات الحرب في العراق في عام 2003، ما أدى إلى فقدان الذاكرة حول ما حدث لاحقا في العراق وأفغانستان ونسيان أن الجنود كانوا ضحايا حرب وليسوا ضحايا كارثة طبيعية وكان ذلك نتيجة لعمليات صناع القرار السياسي حتى لا تضط الحكومة للإجابة على الكثير من الأسئلة حول أهداف الحرب وماذا فشلوا في تحقيقه.

إخفاقات سياسية وعسكرية
وأضاف «كوكبيرن» أن الإخفاقات السياسية والعسكرية كانت كبيرة جدا لبريطانيا على الرغم من أنها قليلة جدا مقارنة بخسارة واشنطن، ولكن مشاركة بريطانية في هذه الحروب سيكون لها تأثير كبير وقد يجعل الجهاديين يسألون أنفسهم لماذا يجب أن يذهبوا إلى سوريا والعراق للجهاد في حال أنهم يستطيعون أن يفعلوا ذلك بسهولة في وطنهم وارتكاب الفظائع التي تجذب الانتباه في بلادهم وتكرار حوادث مثل الهجوم على مجلة تشارلي إبيدو الفرنسية التي كان من المستحيل التنبؤ بها مهما كانت درجة الأمن الداخلي.

التراجع بأمان
ويختتم «كوكبيرن» مقاله بتوضيح رؤيته أن الولايات المتحدة وأوربا مخطئون باعتقادهم أنهم يستطيعون التراجع بأمان من الحروب في الشرق الأوسط المستمرة منذ فترة طويلة، ولم يبذلوا أي جهد لوقفها، وسيكون هناك انعكاسات لهذه الأزمة وحتما ستنتقل إليهم.
الجريدة الرسمية