رئيس التحرير
عصام كامل

«واشنطن بوست» ترصد مأساة النازحين العراقيين.. فرار 4 آلاف و250 مواطنًا من الأنبار بعد حصار داعش.. سقوط «الرمادي» في قبضة التنظيم الإرهابي.. أمريكيون يحذرون من وقوع كارثة وينتقدون س


أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن آلاف العراقيين فروا من مدينة الرمادي العراقية إلى بغداد، ما تسبب في ازدحام نقاط التفتيش واصطفاف طابور من السيارات على نطاق واسع يمتد إلى أميال عند نقطة الصدر اليوسفية التي تقع على حافة بغداد.


نزوح جماعي
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم داعش عمل على نشر الذعر والخوف وتسبب فيما قبل في تشتيت قوات الأمن، والآن الآلاف من الأسر هاربة من مدينة الرمادي الغربية من بطش التنظيم المتوحش، والعديد من الأسر هاربة سيرًا على الأقدام حاملين ممتلكاتهم في أكياس وعربات يد.

كارثة إنسانية
ولفتت الصحيفة إلى تحذير مسئولين أمريكيين وعراقيين من وقوع كارثة إنسانية على نطاق واسع في محافظة الأنبار، وخطر سقوط المدن العراقية في قبضة داعش على الرغم من مضي 7 أشهر من الغارات الجوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الأنبار، فإن المكاسب التي حققها داعش تتسبب في الفوضى، وربما تكون ضاربة قوية للحكومة العراقية التي أعلنت مؤخرًا عن حملة عسكرية لاستعادة المحافظة بعد أن استعادة تكريت.

تفجير القنصلية الأمريكية
ونوهت الصحيفة إلى محاولة داعش تفجير سيارة مفخخة بالقرب من القنصلية الأمريكية، حيث أمر رئيس الوزراء العراقي بتعزيز فوري لمدينة الرمادي بعد مزاعم انسحاب بعض القوات العراقية.

ونقلت الصحيفة عن رعد الدهلكي، رئيس لجنة البرلمان العراقي "أن 10 آلاف شخص عبروا الحدود لمحافظة بغداد، ولكن نحو 20 ألف مازلوا عالقين على الحاجز بسبب نظام الكفيل الذي يتطلب من الأسر الهاربة أن يكون هناك شخص كفيل لهم".

انسحاب الشرطة والجيش
وقال ضابط شرطة يبلغ من العمر 47 عامًا: "إنه ترك حي الرمادي قبل 3 أيام مع 18 عضوا من عائلته، لأنه لا يمكن محاربة داعش وليس معي سوى 20 رصاصة فقط"، ورفض الضابط الكشف عن هويته لأنه تخلى عن منصبه.

وأضافت الصحيفة أن عددًا كبيرًا من زعماء القبائل قالوا إن إرسال قوات عسكرية شيعية أمر أثار الجدل في الأنبار لأن المحافظة ذات أغلبية سنية، وطالبوا بتقديم المساعدة لهم.

المفاضلة بين الرمادي وبيجي
وفي مؤتمر صحفي في البنتاجون، قلل الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، من أهمية الرمادي، قائلا "إن الرمادي ليست مدينة رمزية بأي شكل من الأشكال، وأنه بيجي، موقع رئيسي للبنية التحتية النفطية في العراق، هو هدف أكثر إستراتيجية"، ولكن المسئولون العسكريون العراقيون، قالوا إن تأمين محافظة الأنبار، والكثير من المناطق التي يسيطر عليها داعش، خطوة ضرورية قبل استعادة الموصل.

إستراتيجية واشنطن
وقال السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن تصريحات ديمبسي تشوه الصورة، وسقوط الرمادي ينظر إليه السنة العراقيين كفشل في حماية الحكومة لهم، وتعد ضربة كبيرة لجهود المصالحة السياسية التي تعد أمرًا ضروريًا لهزيمة داعش.

كما انتقد السيناتور ليندسي جراهام إستراتيجية الولايات المتحدة الحالية للدفاع عن مصفاة لتكرير النفط، والتخلي عن محافظة الأنبار المحورية، وأضافت الصحيفة أن 4250 أسرة فرت من محافظة الأنبار خلال الأسام الأخيرة فقط ما يجعله أكبر نزوح في التاريخ.
الجريدة الرسمية