رئيس التحرير
عصام كامل

«مخابئ الموت».. استراتيجيات جديدة للتكفيريين في «أرض الفيروز».. شبكة مكونة من 60 مخبأ يستخدمها الإرهابيون للهروب من جحيم الجيش.. وعورة واتساع أودية وتضاريس "قرية اللفيتات" حولها عا


بعد أن كثف الجيش من ضرباته الموجعة لأوكار الإرهابيين في شمال سيناء لم يجد التكفيريون ملجأ للهروب من جحيم القوات المسلحة سوى الهروب إلى مناطق سكنية للاحتماء في المدنيين.

وتحولت مناطق رفح والعريش والشيخ زويد إلى مثلث الموت وشهدت المدن الثلاث أغلب أعمال العنف والاغتيالات في الفترة الأخيرة.

قرية اللفيتات إحدى القرى الواقعة في تلك المنطقة من المثلث تحولت في وقت قصير إلى ما يشبه عاصمة الإرهاب في سيناء بل إن المسلحين أعلنوا اختيارهم لها كعاصمة لولاية سيناء المدعومة من تنظيم داعش بالعتاد والسلاح والمال والإرهابيين أيضا.

المعلومات التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية بعد تفجيرات العريش واستهداف الكتيبة 101 ومديرية أمن شمال سيناء كشفت أن المسلحين انحصر تواجدهم بعد مطارادات الجيش لهم في ثلاث مدن، ونقطة التمركز الرئيسية لهم هي قرية اللفيتات التي تعد أحد أخطر وأبرز أماكن تجمعات المسلحين، فهذه القرية التي اتخذ منها المسلحون عاصمة لهم، استعانوا فيها بأكثر من 150 عامل حفر أنفاق في غزة وجميعهم يتبعون حركة حماس الفلسطينية ومتخصصون في حفر الأنفاق، وقاموا بحفر نحو 60 مخبأ تحت الأرض تكون مخازن للسلاح والرجال بعيدا عن صواريخ الأباتشى ورصاص القوات المسلحة.

الفكرة جاءت بعد أن فشلوا في احتلال حدائق الزيتون في العريش والشيخ زويد التي اقتحمها الجيش بعد حادثة كرم القواديس، وفشلوا في الوصول إلى كهوف جبل الحلال التي سيطر عليها الجيش، ولم يتمكنوا من ابتزاز أهالي قريتى الجورة والمهدية والمقاطعة، وأخيرا بعد قطع أوصال التواصل مع حماس عبر الأنفاق على الحدود مع رفح بعد إقامة الشريط الحدودى.

المسلحون استغلوا وعورة واتساع أودية وتضاريس قرية اللفيتات وأنشأوا فيها شبكة مخابئ يلجأ إليها الإرهابيون أحيانا لتخفيف الحصار وحولوها إلى ما يشبه مدينة كاملة تحت الأرض فيها كل أنواع السلاح المهرب من غزة والقادم من ليبيا إبان حكم الإخوان.

وعلى أطراف القرية تقع غرفة عمليات تنظيم أنصار بيت المقدس والتي يقطنها قائد تنظيم ولاية سيناء «أبو أسامة المصرى ويعاونه كمال علام الذي اعتاد الظهور مؤخرا بعد كل عملية ينفذها التنظيم ضد قوات الجيش والشرطة وآخرها إلى جوار إحدى المدرعات التي تم الاستيلاء عليها مؤخرا قبل أن يستردها الجيش وينتقم من منفذى العملية بقتل وتصفية أكثر من 100 إرهابى بعد أقل من 24 ساعة على تنفيذ العملية».

وطبقا لمعلومات أمنية يقطن ما يقرب من 22 قياديا بالتنظيم هذا المخبأ الذي يصل طوله إلى ما يقرب من 164 مترا والمزود بغرفة إعاشة متطورة ومزودة بأجهزة حاسب آلى وشبكة اتصالات وهواتف ثريا مركزية.

باقى المخابئ يختبئ فيها مسلحو التنظيم بعد تنفيذهم لكل عملية، كما أن بعضها تم تخصيصه لبعض العصابات المتخصصة في الاتجار بالأعضاء البشرية من مهربى الأفارقة إلى إسرائيل عبر مدقات جبلية بوسط سيناء وعصابات المخدرات في سيناء إلى جانب تجار الأنفاق ومهربى البضائع عبر الأنفاق مع قطاع غزة وقيادات حركة حماس.

المعلومات التي توصلت إليها أجهزة سيادية أكدت أن التنظيم اضطر خلال آخر عمليتين للاستعانة ببعض العناصر الإجرامية «جنائية» التي أرادت الانتقام من الجيش بعد دحره وتصديه لعمليات تهريب المخدرات والبضائع، وجاء قرار التنظيم بالاستعانة بالمسجلين الجنائيين بعد تراجع أعداده بشكل لافت للنظر بعد استهداف ومطاردة قوات الجيش لهم، إلى جانب صعوبة دخول عناصر داعش من خارج مصر أو من المحافظات التي تمكن التنظيم من تجنيد بعض أبنائها، خاصة أن قوات الجيش المدعومة بغطاء جوى أغلقت كل منافذ الدخول إلى سيناء.

المعلومات الكاملة والتفاصيل التي كشفت عن مخابئ الإرهابيين وهى إحدى أهم الخطوات الناجحة والضربات التي قام بها الجيش منذ اشتعال شمال سيناء بعد ثورة 30 يونيو، بدأت عندما قامت القوات المسلحة باقتحام قرية اللفيتات واكتشفت القوات مخابئ وأنفاقا تحت الأرض تم حفرها بواسطة مهندسى أنفاق متخصصين من حركة حماس الفلسطينية لخبرتهم الكبيرة في حفر الأنفاق تحت الأرض بغرض الاختباء.

حيث كشفت مصادر بالمنطقة أن هناك نوعين من الأنفاق أحدهما هجومى مخصص للاختباء من الضربات، والنوع الثانى من المخابئ مخصص لإخفاء سيارات عناصر تنظيم بيت المقدس من الضربات الجوية بالإضافة إلى إخفاء السيارات التي يتم الاستيلاء عليها من المصالح الحكومية وتلك التي تم استخدامها مؤخرا في تنفيذ العمليات الإرهابية في سيناء، إلى جانب سيارات الدفع الرباعى المهربة من ليبيا.

أما النوع الثالث فهو مخابئ مخصصة لإخفاء الأفراد من ضربات الأباتشى وتبين أن أغلب عناصر تنظيم بيت المقدس وقياداته كانت تختبئ دائما تحت الأرض خلال الضربات الجوية للجيش بمن فيهم قائد التنظيم وأقرب معاونيه.

وضبطت الأجهزة الأمنية مؤخرا مخازن متفجرات وأسلحة وذخائر وقذائف هاون وآر بى جى وألغاما وغيرها من المتفجرات بما يعنى أن تنظيم بيت المقدس تصل إليه دائما مساعدات ودعم لوجستى من خارج سيناء والأقرب وصولا للتنظيم هو دعم قطاع غزة عبر الأنفاق التي يستخدمها قيادات تنظيم بيت المقدس في الهروب لقطاع غزة عقب كل عملية إرهابية كبيرة.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية