رئيس التحرير
عصام كامل

مذابح الأرمن صداع في رأس تركيا.. البرلمان الأوروبي يؤيد اعتبار المذابح إبادة جماعية.. «أردوغان»: لن نعترف بوصمة عار.. مستشار «جول» يعترف بالجريمة.. وتركيا تحتج رسميًا ضد إنشاء تمثا


على الرغم من مرور ما يقرب من مائة عام على المذابح التركية بحق الأرمن أو ما يعرف باسم "محرقة الأرمن" على يد الإمبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى فإن هذه القضية لا تزال "صداعًا في رأس" الحكومات التركية المتتالية التي لم تجد أمامها إلا إنكار الأحداث المأساوية التي وصل ضحاياها ما بين 1 مليون و1.5 مليون نسمة.


البرلمان الأوروبي
وآخر تطورات أزمة مذابح الأرمن كانت أمس الأربعاء، حينما أيد أعضاء البرلمان الأوروبي بأغلبية كاسحة القرار الذي يقر بأن "الأحداث المأساوية التي جرت في الفترة 1915 -1917 ضد الأرمن في أراضي الإمبراطورية العثمانية تمثل إبادة جماعية، كما جاء القرار الأوروبي بعد بضعة أيام من استخدام البابا فرنسيس بابا الفاتيكان نفس المصطلح حول المجزرة.

وبعد التصويت اتهمت وزارة الخارجية التركية البرلمان بمحاولة إعادة كتابة التاريخ، وقالت في بيان لها: "المشرعون الذين أيدوا القرار يشاركون أولئك الذين لا علاقة لهم بالقيم الأوروبية ويعملون على تغذية الكراهية والانتقام وثقافة الصراع".

أردوغان يرد
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في وقت سابق، "إن بلاده لا تلوث نفسها بوصمة عار ارتكاب مجازر، وإنها لا يمكن أن تقبل هذه المسئولية أو ذلك الجرم".

وأضاف أردوغان متحدثا عن قرار الاتحاد الأوروبي أن بلاده لن تعير القرار أي اهتمام متابعا بقوله: "أخاطب تلك الدول التي فتحت أبواب برلماناتها أمام داعمي رواية تلك المزاعم، وعلى رأسهم أرمينيا: يوجد في بلدنا قرابة 100 ألف أرميني مواطن وغير مواطن، كم أرمينيا يوجد في بلادهم هم؟ "، فيما أكد أن الأرمن في تركيا لم يتعرضوا يومًا للمضايقات أو التمييز، شأنهم شأن بقية المواطنين الأتراك.

تصريحات متناقضة
وعلى خلافه وصف "إيتين ماهكوبيان"، مستشار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أحداث قتل الأرمن عام 1915 بالإبادة الجماعية، وهو ما يعكس تناقض نهج الدولة والرئيس.

وأكد أنه باعتبار ما حدث في البوسنة إبادة جماعية، فلا يمكن إلا أن يتم اعتبار ما حدث للأرمن إبادة جماعية، موضحًا أن بابا الفاتيكان عبر بصراحة عما حمله الجميع في أنفسهم منذ مائة عام.

وأشار إلى أن استخدام مصطلح الإبادة الجماعية يحمل في باطنه معنى نفسيًا للأرمن، وليس له أي صلة بالسياسة، مشددًا على أن الاعتراف بما حدث والإعداد للمستقبل القادم معًا هو الأهم.

احتجاج بسبب تمثال
وسلمت تركيا احتجاجًا رسميًا لوزارة الخارجية الدنماركية يتعلق بمخطط نصب تمثال بصفة مؤقتة في كوبنهاجن يخلد ذكرى مقتل مليون ونصف المليون أرميني على أراضي الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

واعتبرت تركيا أن "التمثال يشكل إهانة لجميع الأتراك الذين يعيشون في الدنمارك".

خلفية تاريخية
يذكر أن تركيا وأرمينيا وقعتا اتفاقا تاريخيا لتطبيع العلاقات بينهما بعد قرن من العداء، وتسعى أرمينيا إلى إقرار أن مقتل الأرمن إبادة جماعية لكن الحكومات التركية المتتالية رفضت ذلك.

ومن جانبها تعترف أنقرة بحدوث فظائع لكنها تعللها بكونها وقعت في سياق الحرب، مشددة على أنها لم تحدث بنية مبيتة لإبادة المسيحيين الأرمينيين.
الجريدة الرسمية