رئيس التحرير
عصام كامل

ليس وجهة نظر يصح الاختلاف عليها..!


كلام الرئيس السيسي كان قاطعًا حاسمًا: " نحن أمة في خطر، ولن نتخلى عن أشقائنا العرب كلهم، وليس فقط في الخليج الذي يعد أمنه خطًا أحمر وجزءًا لا يتجزأ من أمننا القومي، وستقوم مصر بواجبها وحمايتهم إذا تطلب الأمر ذلك "، مؤكدًا أن تحرك مصر مع الدول العربية يجري في إطار سياسي يجنب الجميع الخسائر، وأن الأمن القومي العربي لن يُحمى إلا بالدول العربية مجتمعة، وأن تأمين الملاحة في البحر الأحمر وحماية باب المندب أولوية قصوى، وأنه لا وجه للمقارنة بين تجربة مصر باليمن في ستينيات القرن الماضي وبين التدخل الحالي لتأمينه، فهذا واجب لا نتخلى عنه.


وليس وجودنا في التحالف الذي تقوده السعودية لعودة الشرعية في اليمن ووقف المد الفارسي ردًا لجميل دول الخليج المساندة لمصر بل إيمانًا بوحدة العرب في مواجهة أخطار خارجية لا ينفع معها الحياد أو المواقف الوسط، فالأمن القومي ليس وجهة نظر يصح الاختلاف حولها.

ولن تنسى مصر مواقف خادم الحرمين المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي شكل محورًا خليجيًا قويًا داعمًا لمصر، وأعلن أمام العالم أجمع مساندة بلاده لمصر، وأرسل وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل إلى فرنسا لإعطاء مصر فرصة لتحقيق الاستقرار، وهي المبادرة التي لاقت صدى عالميًا قويًا مؤازرًا للقاهرة في حربها للإرهاب والفاشية، وهو الموقف الذي جاء كاشفًا للخونة والمنافقين والمغيبين، مزلزلًا للإرهاب وهي المواقف التي بدونها ما كان لمصر 3 يوليو أن تقوم بواجبها في إنقاذ الهوية الحضارية للمنطقة والحفاظ على رقاب أهلها من مقصلة الإرهاب والإخوان.

مصر لن تنسى المواقف الكبرى المساندة التي يستكملها بقوة الآن الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أدرك أن المنطقة العربية في خطر بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، مدعومين من إيران،وقاد تحالفا جديدًا ضم معظم الدول العربية؛ وهي المحاولة التي سبقتها جهود سياسية لجمع أطراف الأزمة للحوار لعودة الاستقرار لليمن والمنطقة.
الجريدة الرسمية