رئيس التحرير
عصام كامل

مارسيل خليفة يكشف أسباب منعه من دخول الكويت


عقب القرار الذي أصدرته الحكومة الكويتية بمنع الفنان اللبناني مارسيل خليفة من إحياء حفله، الذي كان من المقرر إقامته ضمن مهرجان المجلس الوطني للثقافة والفنون، وذلك بسبب أغنية "يوسف يا أبي" التي دائما ما أثارت الجدل حولها، وجه مارسيل رسالة إلى جمهوره الكويتي، قائلًا:


"إلى أهلي في الكويت، يؤسفني أن يعترض نائب متشدّد في البرلمان الكويتي وترزح الحكومة لطلبه وتمنع أمسية موسيقية تحت عنوان " تصبحون على وطن "، يتكتلّون ضد الموسيقى والأغنية تحت ستار الحفاظ على وحدة الصف وأي صف هذا؟ لماذا يخنقوننا ؟ لماذا يقمعون الثقافة ؟ هذه هرطقة ؟".

أضاف مارسيل: "رغم هذا المنع سنظل نبني جنتنا زهرة زهرة ووردة وردة بمعزل عن السلطات كافة وسنتمكن من استدراج الناس ومن البعيد البعيد لهذه الجنة كعشّاق وكأرواح شاردة، ورغم منعي من ملاقاتكم في أمسية حيّة وحاشدة، أعرف أن هناك متسعا من الوقت للاتصال بمن يبحث عن ذاته في ذوات أخرى وفي فتح الروح على الأرواح الأخرى".

وتابع مارسيل: "أقول لكم بأنني عشت تجارب صعبة ومريرة من المنع والمحاكمة والتجني في كامل التراب العربي وكانت الموسيقى تحميني وتمنحني قوة الصمود، صمود الأمل لذلك لم أهزم داخليًا، وكنت حرًّا في مواجهة العالم وكنت دائمًا خارج السلطات مهما بطشت أو تجرأت في العنف".

"جروحنا عميقة ترفض أن تندمل جروح تصرخ قهرنا وتمردنا إلى حد العصيان الكليّ ورغم اعتراض المتشددين بتغيير الإنسان والعالم والحياة نحو الجمال والسعادة".

"كم خضنا من معارك الدفاع عن الحريّة والتعبير وكم خضنا معارك التجديد وكم خضنا معارك رفض التبعيّة الثقافية لأية وصاية، لعلّ الخلق الفني يحمينا من النزعة التشاؤمية التي تغور وتغلي ولكن إيماننا بالتغلّب على الضعف والكبوات والمشاكل والمآزق والمآسي لا بل الفواجع لا بل الموت. نتمالك ملتمعين ببريق الأمل وقوة الانبعاث مع أن خيبة أملنا بهذا الاستسلام من طرف الحكومة خيبة أمل كبيرة".

"نعيش في محرقة نأكل بعضنا البعض، العلّة فينا، في داخل أرواحنا، في داخل التراث وما لم نعالج ذلك فسنظل مهزومين. فلنزل العوائق ونبدّد الأوهام وليكن ذلك من الجذور لا من القشور وإلا سيتزايد الهدامون، نتطلع إلى المستحيل لأنه وحده بين الحب والموسيقى لنجتاز الحقارة".

" أصدقائي في الكويت هناك من خان لتسليمنا، هناك خديعة كبرى، خديعة موجهّة ضدكم أولًا ضد وجودكم النفسي والتاريخي وضد النظيف مما تسمعونه المزروع في مستقبل أولادكم وإذا نجح المتآمرون فسيهبط الويل، المهم أن تبقى لدينا ولديكم القدرة على الرؤية في الظلام ومهما منعونا من التواصل معكم يجب أن تبقى أصواتكم مرتفعة وتقول: لا نخاف، وفي هذا الجو الخانق كم يعوزنا الغناء".
الجريدة الرسمية