حرية الفكر وإرهاب الكفر
"الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان " خلق الله عز وجل الإنسان وخلق فيه أهم المبادئ لوجوده ألا وهى العقيدة... لا يوجد إنسان بدون عقيدة أيا كانت.. العقيدة أهم ما في الإنسان من فكر... لقد ترك مالك الملك العقيدة للاختيار ولم يفرضها وأوضح للإنسان أنه ذو حرية كاملة في اختيار العقيدة التي يرتاح إليها فكره.. قال لنا في جلاء ووضوح " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وعلى الإنسان أن يتحمل اختياره..
إنها حرية الفكر أسمى الحريات التي يتفرع منها حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الإبداع والفكر الحر العلمى والفنى.. فإذا كنّا قد اخترنا الإيمان فعلينا أن نلتزم به ونطبق مكارم الأخلاق الذي أرسل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. علينا أن نحب الله "والذين آمنوا أشد حبا لله " ونحب القرآن وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونفخر بتراثنا الإسلامى والتاريخي لا أن نهدمه... إن ما يجرى في إحدى الفضائيات ليشعرنا أن هناك من يريد أن يطعن في إسلامنا بالنقد المغرض في ثقافتنا الإسلامية والتقليل من قيمة السلف الصالح.
المفروض في الإعلامي أنه يعرض المعلومة أو الخبر ولا يبدي رأيه الخاص ويبدو أن هذا المذيع لديه معلومات سطحية يهاجم بها الشيخين في سبيل شهرة زائفة أو لحساب صاحب المحطة ويقول المثل little knowledge is dangerous.. ليس من مصلحتنا نبذ السلف... لقد جاهد البخارى ومسلم وأمضيا الليالي والأيام في إخراج هذه القيمة العلمية ولو عاشا في هذه الأيام لاستحقا جائزة نوبل عدة مرات.. إن نظرية النسبية لتتضاءل أمام البخاري..
إن علم الحديث لهو أشد صعوبة من علم الكيمياء ولقد تعلمنا في علم الأرض - الجيولوجيا أن الحاضر هو مفتاح الماضي وعلى ذلك يكون العكس في علم الحديث.. علينا أن نطور أفكارنا ونطور فهمنا للتراث الإسلامى ليتناسب مع الزمن لا أن نندفع إلى إرضاء أعداء الإسلام.. إن الغرب يعيش في فراغ روحى رهيب بسبب بعده عن الدين.. ويريد منا أن نفعل نفس الشىء ويبقى الإسلام تاريخا.
بجب أن ندافع عن إسلامنا.. إنه عزتنا وكرامتنا وهويتنا ضد من يريد أن ينال من خير أمة حتى لو كان مسلما عاصيا أو جاهلا.. ليس بالمنع.. لأن المنع هو وسيلة العبيد وإنما بالحجة والبرهان ولدينا كثير.. بالمنطق والحريّة اللذين يفتقدهما الكثيرون.. لقد قرأت عن مناظرة وهذا طيب وإيجابي بدلا من الصريخ والعويل والشتائم والقضايا.. لن تؤدي ثقافة العبيد إلى أي شيء.. لا بد أن تكون المناظرة طبقا لقواعد وأصول يحترمها ويلتزم بها الجميع ويعترف المخطئ بخطئه ويتوب ويتعلم الصواب وهذا يؤدي بِنَا إلى أن نطالب بأن يحترم الإعلام حرية الفكر وأن يكون الإعلام نفسه محترما بمعنى ألا يكون مأجورا ومنافقا للسلطة ويرفع من ثقافة المستمع.. فلا بد أن نتذكر الآية الكريمة التي تقول " ادع إلى سبيل بك بالحكمة والموعظة الحسنة ".