رئيس التحرير
عصام كامل

"موشى ديان".. ما أروعك!


كان السيد "موشى ديان"، وزير الحرب فى دولة الكيان الصهيونى الأسبق، رائعا ومُدهشا وبعيد النظر عندما قال يوما: "إذا استطعنا إسقاط عسكر جمال عبدالناصر وتصعيد الإخوان المسلمين، إلى سُدة الحكم فى مصر فسوف نتنسم رائحة الموت والدماء فى كل بقعة من أراضى مصر، فلتكن تلك هى غايتنا وحربنا بمساعدة أصدقائنا الأمريكان"، لأن كل ما تمناه وتوقعه صار واقعا لا يختلف عليه اثنان، ولا يتناطح بشأنه عنزان، ولا ينكره شياطين الإخوان.

ولعل السيد "موشى ديان"، فى أحسن حال بل لعله أسعد الموتى بلا منازع، وربما يقيم لهم الولائم رغم ما هو معروف عن اليهود من بُخل، لأن ما خطط له وأراده لمصر يحدث الآن فى زمن الإخوان.
فها هى جماعة الشيطان أحكمت قبضتها على أمر مصر بمساعدة أمريكية مباشرة ومتدفقة، وبدعم إسرائيلى لا يخفى أمره على أحد قبل 9 أشهر، ليعيش المصريون ظروفا سوداء حالكة لم يمروا بها من قبلُ.
تمكنت جماعة الشيطان، من الوصول إلى سُدة الحكم فى مصر بمعاونة أطراف خارجية، فى غفلة من الزمن وبغدر منه، فدبّت الفوضى فى كل مكان، وعمّ التخريبُ، وساد القتلُ، وسقط القتلى، وأصيبت البلادُ بحالة من الشلل وسط صمت مُخز من مؤسسة الرئاسة ومكتب الإرشاد، باعتباره الحاكم الفعلى والحقيقى لمصر الإخوان.
فلتهنأ يا موشى ديان، أنت وقادة الكيان الصهيونى، فها نحن نتنسم رائحة الموت والدماء فى كل بقعة من أراضى مصر، بمباركة أصدقائكم من قيادات الإخوان الأوفياء والمخلصين لكم، الذين تحولوا إلى أدوات للتحريض على القتل والتخريب والتدمير.
حكم الإخوان، فضاع الأمن وتفككت الشرطة وتوقف الإنتاج، وتضاعف أعداد الفقراء والمتسولين، وتم استخدامهم وقودا فى معركة يقودها قيادات مكتب الإرشاد لتنفيذ مخططات أسيادهم فى البيت الأبيض وتل أبيب.
اهنأ يا سيد "موشى ديان"، فى موتك وارقص فرحا، فها هم الإخوان يفعلون فى مصر، ما كنت تتطلع إليه قبل أكثر من نصف قرن من الزمان.
ولكن لن تدوم سعادتك يا "موشى"، فالمصريون الذين أذلوا جيش الكيان الصهيونى فى حرب أكتوبر، لن يستسلموا كثيرا لزمن الإخوان ومكر الإخوان وبطش الإخوان وغطرسة الإخوان، لأنهم سوف ينتفضون لتطهير البلاد منهم، وإنهاء هذا الكابوس الذى لا بد له أن ينتهى بأية وسيلة، فمصلحة الوطن أبقى وأهم من مصالح إخوان إسرائيل وأمريكا.
الجريدة الرسمية