رئيس التحرير
عصام كامل

دواعش سوريا ثوار.. والحوثيون إرهابيون!


توقف قليلا.. فكر مليا.. انتظر قبل الحكم على الأمور.. لا تسر خلف قطيع قد يورطك في قرار تندم عليه.. ماذا يجرى حولنا؟.. أمريكا تعلن عن نيتها تسليح المعارضة المعتدلة ضد النظام السوري.. الاتفاق هو الأول في تاريخ العالم.. أي اعتدال ذلك الذي يمكن أن تجده فيمن يحملون السلاح؟


على الجانب الآخر لم تعلن إيران عن تسليح جماعة الحوثيين في اليمن ولكنها قد تفعل ذلك سرا.. بل فعلت ما هو أبعد من ذلك وسلحت الحوثيين وعقدت اتفاقات بينهم وبين علي عبد الله صالح ليكونا خطرا مهددا لأمن الخليج.. في سوريا نطلق على المقاتلين ضد النظام مصطلح الثوريين.. في اليمن نطلق على المقاتلين ضد الشرعية ميليشيات إرهابية.. ما الفرق إذن بين الاثنين؟

دول عربية وأخرى غير عربية يدعمون بالسلاح والعتاد والتمويل ونقل المقاتلين إلى سوريا ليقاتلوا النظام الشرعى حتى الآن.. هنا “القتل ثورة”.. نطلق على التفجيرات والذبح والتخريب والتدمير وغيرها علامات الثورة وأدواتها للانتصار على النظام الغاشم الذي يتمترس في الدفاع عن بلاده ضد مقاتلين أجانب وعرب وأوربيين وسوريين ممولين من دول عربية وغير عربية.

في اليمن تدعم إيران بالسلاح والمال والعتاد والمقاتلين جماعة الحوثي.. الحوثيون يرون أنهم ثوريون غير أننا نراهم جماعة إرهابية تريد أن تفرض رؤيتها على الواقع اليمنى بالقوة الجبرية.. بقوة السلاح.. في سوريا يعد بشار الأسد دمويا إذا دافع عن بلاده ضد المقاتلين الأجانب والعرب الذين جاءوا ليحتلوا بلاده.. في اليمن نرفع القبعة لعاصفة الحزم التي تدك جبال اليمن وناس اليمن.. بذات المنطق نحن نحرر اليمن، وبنقيض المنطق نحن نحرر سوريا!!

كل يوم تضبط عصابات لتهريب المقاتلين.. مقاتلين من إنجلترا.. من فرنسا.. من إسبانيا.. من عواصم عربية عدة.. من القاهرة.. من الدار البيضاء.. من تونس.. كل هذه العواصم تصب سيولا من المقاتلين للحرب في سوريا.. الكل يقاتل في أغرب وأعجب ثورة في التاريخ.. تصوروا ثورة يشارك فيها مقاتلون وتدعمها دول أخرى وتعلن قوة عظمى أنها تسلح المعارضة ضد النظام المعترف به دوليا وفى النهاية مطلوب منا أن نصدق أننا أمام ثورة!

في اليمن سلحت إيران جماعة الحوثيين وتدعمهم سياسيا وماليا ولوجيستيا وتقف وراءها بكل ما تملك لخلخلة منطقة الخليج.. في اليمن كان لابد وأن نهب وأن نقف وأن نواجه الذين يرغبون في فرض واقع بالقوة على الشعب فهل تنتهى عاصفة الحزم من ضبط الأمور في اليمن ثم تقوم بعد ذلك بمواجهة الإرهاب في سوريا.. هل تقوم عاصفة حزم ضد المقاتلين الأجانب في سوريا.. هل نقاتل جنبا إلى جنب مع الشرعية السورية؟.. أعتقد أن منطق الأمور يفرض على العقلاء ألا يكيلوا بمكيالين!!

في الحالة السورية يصبح النازحون ضحايا بشار ونظامه، والنازحون من جراء عاصفة الحزم في اليمن لاشك أنهم ضحايا الحوثى وجماعته وليسوا ضحايا العاصفة.. في اليمن يسيطر الحوثيون على المناطق بسلاح القهر والموت والدمار.. الإرهابيون في سوريا يسيطرون على القرى ويطاردون قوات الأسد بالزهور، أما الأسد فإنه ويا لبشاعة الأمر يطاردهم ببراميل النار!!

وحقيقة القول إن ما فعلته جماعة الحوثى بالاشتراك مع جماعات علي عبد الله صالح هو إرهاب للدولة ومحاولة للسطو على البلاد بالتعاون مع قوة إقليمية هي إيران.. هذا الأمر فرض علينا ما كان لزاما أن نفعله.. أن نحارب بلا هوادة لإعادة الأمور إلى نصابها وإزالة الخطر.. وحقيقة الأمر أيضا أن الذين يحاربون ضد سوريا من مقاتلين عرب وأجانب هم إرهابيون مدعومون من قوى إقليمية وقوى كبرى لابد وأن نهب جميعا لندافع عن سوريا بقتال هؤلاء الإرهابيين لإعادة الأمور إلى نصابها.

كيف يمكننا أن نسمى جبهة النصرة وداعش والقاعدة في سوريا ثوارا.. وكيف نسمى نفس الجماعات مع إضافة الحوثيين إليهم في اليمن بأنهم إرهابيون يجب قتالهم ؟!!
الجريدة الرسمية