رئيس التحرير
عصام كامل

طهران المتغلغلة.. والتعامي عن الخطر !


ما نواجهه اليوم من مشكلات وتحديات هو الأخطر في تاريخنا كله فقد خضنا حرب أكتوبر بجبهة داخلية وعربية موحدة بخلاف ما نراه اليوم باستخدام "الإسلام السياسي" لهدم الاستقرار وزعزعة الأمن القومي العربي، وتوظيف المذهبية الدينية لحساب السياسة كما تفعل طهران المتغلغلة في نسيج عواصم عربية عديدة باستخدام المذهبية والطائفية البغيضة.


المخطط وضعه الغرب بإحكام: تشويه الدين وهدم الأوطان بأيدي بعض أبنائها المغرر بهم، وها هو يزود ميليشيات العنف بالسلاح والمال والمعلومات الاستخباراتية.. حتى صار الإرهاب هو الخنجر المطعون في الخاصرة العربية، لم تفلت منه دولة، هذا الإرهاب هو التمهيد والبداية لاستضعاف دولنا وتهيئة المسرح للقوى الخارجية الطامعة لنهب ثرواتنا وخيراتنا.. فإلى متى يصر البعض هنا على التعامي عن الخطر رغم أنه بات متحققًا.. وإلى متى يستمر عالمنا العربي هو الأضعف في معادلات وموازين القوى ويظل مشاعًا مستباحًا ورهنًا لمشيئة أمريكا والغرب وإسرائيل.. إلى متى يظل بعض بني جلدتنا الشاردين أو الفاسدين الخونة معول هدم وخنجرًا مسمومًا في ظهر الأمة سواء دون قصد أو بقصد المكاسب الزائفة.. إلى متى نتحمل ازدواجية الغرب الفاضحة ومواقفه المشينة إزاء قضايانا.. هل ينطلي علينا ما قد يبدو من اختلاف ظاهري خادع بين أمريكا وإسرائيل بينما هما في الواقع كيان واحد والاختلاف بينهما غير وارد بل هو مفتعل ذرًا للرماد في العيون.. أو بين أمريكا وإيران اللتين اتفقتا علينا..؟!

وإنه لشىء مستهجن أن يشكك البعض ويوجه سهام نقده للقوة العسكرية العربية المشتركة.. وهي الفكرة التي ظلت أمنية تراود الشعوب العربية قبل القادة قرونًا طويلة.. فلماذا التشكيك وهل تروى المشككون ودرسوا الفكرة جيدًا وعرفوا مزاياها جيدًا وكذلك مثالبها أم أنها المعارضة الجوفاء لإثبات الموقف وتوهين العزائم.. لماذا يصر البعض على تصوير " عاصفة الحزم " وكأنها مجاملة للسعودية وليست حفاظًا على أمن الخليج وباب المندب الذي هو النهاية الطرفية والمنفذ الطبيعي لقناة السويس.. هل كنا بحاجة إلى الانتظار حتى يقفز الحوثيون ومن ورائهم إيران على باب المندب ليحكموا القبضة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ويتحكموا فينا..

ثم أليست هناك تحالفات إقليمية ودولية نشأت للدفاع عن المصالح المشتركة لتلك الكيانات.. الاتحاد الأوربي والناتو مثلًا.. ما المانع في وجود حلف عربي مشترك اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا ليحفظ للأمة ما بقي من مقومات هيبتها ووجودها وأمنها ضد المتربصين وجماعات الإرهاب المارقة العميلة والخونة هنا وهناك.. ماذا يضير العرب لو امتلكوا أسلحة الردع.. ألم يقل الرئيس السيسي إن تلك القوة العسكرية المشتركة لن تكلفنا شيئًا ولن ترهقنا ماديًا حيث تبقى وحداتها ومكوناتها كل في مكانه ودولته لحين استدعائها للتدخل إذا ما دعا لذلك ضرورة ؟!
الجريدة الرسمية