رئيس التحرير
عصام كامل

"الآثار": المصريون احتفلوا بشم النسيم قبل 5 آلاف عام


أكدت وزارة الآثار، أن بداية الاحتفالات بشم النسيم ترجع إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، وتقريبًا عام (2700 ق.م)، ويحتفل به الشعب المصرى حتى الآن، وبعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون"، وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهى كلمة مصرية تعني "بعث الحياة".


وقالت الوزارة في بيان لها، إن شم النسيم يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون، وكان يعرف لدى المصريون القدماء "بعيد الربيع" فكانوا يحتفلون به ويشترك فيه الفرعون والوزراء وكبار رجال الدولة، فهو العيد الذي تبعث فيه الحياة فتزدهر النباتات وتقوي الحيوانات، فهو بمثابة "الخلق الجديد" للطبيعة.

كان المصريون القدماء يسعدون لحلوله حيث يخرجون كطوائف وجماعات إلى الحدائق والحقول وهم في بهجة وسرور، وقد اعتادوا على أخذ طعامهم وشرابهم معهم، ومن أحب الطعام إليهم في هذا اليوم، السمك المملح والبصل والخس ولحم الأوز والبط المشوي والبيض، الذي يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، وكان قدماء المصريين ينقشون عليه الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة.

أما البصل؛ فيمثل إرادة الحياة عند المصري القديم وقهر الموت طبقا لما ظهر في إحدى برديات أساطير "منف القديمة"، والخس؛ فهو من النباتات المفضلة التي تظهر في حلول الربيع، والفسيخ ظهر من بين اﻷطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد مع بدء الاهتمام بتقديس المصريين للنيل، وقد أظهر المصريون براعة شديدة في حفظ اﻷسماك وتجفيفها.

وأضافت الوزارة أن الاسم تعرض للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.

وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم، قبل الغروب؛ ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم.

وظلت هذه التقاليد قائمة من عصر الفراعنة حتى يومنا هذا، وأصبح عيدًا قوميًا لكل المصريين من مسلمين ومسيحيين.
الجريدة الرسمية