ابنتا شعيب، هل هما ابنتا نبي؟ وما هو اسم زوجة موسى؟
ابنتا شعيب، برغم أن المشهور أن نبي الله موسى تزوج إحدي ابنتي شعيب إلا أن هناك بعض الآراء تقول إنهما ليست كذلك وأن ابنتا شعيب ليستا أبناء نبي الله شعيب بل إنهما ابنتا رجل صالح كان في زمن نبي الله موسى، وان نبي الله موسى بينه وبين شعيب فترة زمنية كبيرة.
وفي هذا الإطار نستعرض قصة ابنتي شعيب وكيف تحاور معهما موسى رغم اختلاف اللغة بينه وبينهما وما معني اسم زوجة موسى.
وبرغم أنه لم يرد اسمهما في القرآن صراحة، إلا أنه أشير إلي ابنتي شعيب بأنهما امرأتان كانت تزودان أغنامهما عن الماء، فرآهما موسى عليه السلام في ضاحية "مدين" بعد أن خرج من مصر، وحين قصد البئر وجدهما تبتعدان بأغنامهما عن الزحام، فدنا موسى منهم، وسألهما لِمَ لا تسقيان غنمكما؟ فقالتا له ما قاله الله تعالى على لسانهما:(لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ( القصص 23 – 24 ).
كيف كلم موسى ابنتي شعيب؟
المشهور أن أهل مدين كانوا عربًا يسكنون مدين وهي قرية من أرض معان على أطراف الشام من جهة الحجاز، وأن لغة نبي الله موسى كانت العبرية، ولكن هذا لا يعني أنه عليه السلام ما كان يفهم العربية، فهو قطعًا كان يعرف القبطية لغة أهل مصر، ولا مانع أنه يعرف لغة أخرى ـ سواء العربية أو غيرها ـ فلا بد أنه يعرف اللغة التي استطاع بها أن يخاطب المرأتين وأباهما بعد ذلك.
ويبدو -ظنًا- أن عربية تلك الزمان، كانت مثل ما هي عليه اليوم لهجات العرب في مصر والجزيرة والشام والعراق، حيث يمكن أن يتخاطب أولئك بلهجاتهم ويفهم بعضهم بعضا.
ويقول د. أحمد شحلان في كتاب ـ لغات الرسل وأصول الرسالات: هناك احتمال غالب أن تكون لغة البلاغ الأصلي للتوراة هي المصرية دون غيرها، باعتبارها اللغة المشتركة بين جميع سكان مصر، أو يحتمل أن تكون لغة التوراة الأصلية هي لغة هؤلاء الذين هاجروا من فلسطين إلى مصر وهم أخلاط، فتأثروا بعادات مصر واكتسبوا لغتها، ثم رجعوا إلى فلسطين يحملون معهم موروثهم الثقافي والفكر الجديد، فكانت لغتهم على أقل تقدير خليطًا من المصرية والكنعانية الحيثية، فتكون هي اللغة التي دونوا بها التوراة نقلًا عن موسى، وإذا كان موسى قد عاش أربعين سنة في مصر ثم رحل إلى مدين وهي قبيلة عربية -أو على الأقل ليست إسرائيلية - ليعيش فيها أربعين سنة أخرى، فإنه بالتأكيد كان قد ألم بلغة هذه القبيلة.
موسي وابنتي شعيب
بنات شعيب هما "صفورة، وليا" عند بعض المفسرين وعند البعض الآخر هما "صفراء وصُفيراء" واختلف المفسرون في والدهم، فقيل أنه "ثيري أو بثرون"، وهو ابن أخي شُعيب عليه السلام، وقد رُوي عن الحسن البصري ومالك، أن الشيخ والد هاتين البنتين هو شُعيب عليه السلام، ويرى آخرون أنه شُعيب ولكن ليس بالنبيّ، لأن شعيبا النبي كان قبل زمان موسى بمدّة طويلة، وقد يكون والدهما رجلا صالحا من أهل مدين، وكل ذلك محتمل، والله أعلم.
والتي تزوجها موسى عليه السلام هي البنت الكبرى صفراء أو صفورا، وقيل: صافورا، وقيل: صفورة. وهنا ينقطع ذكر "ليا" في القرآن.
معنى اسم صفورا
جاء في تفسير البغوي، وشرح العيني لصحيح البخاري، والكامل لابن الأثير: أن اسم زوجة موسى -عليه السلام- هو: صفوراء بنت شعيب، وجاء في حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة: واسمها صفورا، وقيل: صفوريا، وقيل: صفوره، وجاء في تفسير ابن عطية:...وروي أن اسم زوجة موسى منهما صفورة، وقيل: إن اسمها صوريا.
وأما عن معنى الكلمة، فقد جاء في القاموس المحيط: وصفورية، كعمورية: د بالأردن، والصفورية، بالضم وشد الياء: جنس من النبات، وصفوراء، أو صفورة، أو صفورياء: بنت شعيب، عليه السلام، تزوجها موسى، صلوات الله عليه.
صفورة زوجة موسى
لمّا هرب موسى بن عمران عليه السلام من فرعون مصر وجاء إلي مدين وجد عند عين ماء فيها امرأتين يريدان سقى غنمهما، فساعدهما في السقي، وكانتا ابنتي نبي اللّه شعيب عليه السلام علي المشهور.
ولما رجعتا إلي أبيهما أخبرتاه بمساعدة موسى عليه السلام لهما في سقى أغنامهما، فطلب شعيب عليه السلام من صفورا أن تذهب إليه وتستدعيه، فذهبت إليه وقالت: إنّ أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فجاء معها وهى تمشى أمامه لتدلّه علي الطريق، فجاءت ريح فرفعت ثوبها، فقال موسى عليه السلام لها: امشي خلفي، ودليني علي الطريق. فلمّا دخل على شعيب عليه السلام قصّ عليه ما عاناه من فرعون وما لاقاه من التعب والجهد حتى وصل إلي ماء مدين.
بعد أن لمست فيه صفراء الخير والعفّة والشهامة اقترحت علي أبيها بأن يستأجره لقوّته وأمانته، فقال لها شعيب عليه السلام: أمّا القوّة فنعم، وأمّا الأمانة فما يدريك بها! فذكرت له ما أمرها من المشي خلفه، فلما سمع ما قالته صفراء تعلّق به وأحبّه وطلب منه البقاء عنده، وبعد مدّة زوّجه من صفراء.
وبعد أن أقام موسى عليه السلام عند شعيب عليه السلام عشر سنين سار بأهله إلي مصر، أي زوجته صفورة، ولم يكن أحد معهم، فولد له في الطريق، في ليلة ماطرة، فقدح زناده فلم يورِ الزناد، فبينما هو يحاول ذلك، أبصر نارا عن بُعد، فقال لأهله: ابقِ مكانك لا تبرحيه، إني وجدت نار، فلعلي أجدها ري، وقد قيل إن موسى ضلّ طريقه، فعلم أن النار لا تخلو من موقده، فلما اقترب موسى من النار وجد النار في شجرة عليق، وأنها مُشتعلة لا تنطفئ...والعليق لا يشتعل، ولم يجد أحدا من الناس حولها ليسأله عن الطريق، حينئذ سمع صوتا من وسط النار يناديه: (أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ) ( القصص 30 )، ورجع موسى إلى أهله بعد أن بُلّغ بالنبوّة، وكُلّف بالرسالة، فسار بها إلى مصر ونزل ضيفا على أمه، وهو لا يعرفهم، ثم جاء أخوه هارون، فلما أبصر ضيف أمه سألها عنه، فأخبرته أنه ضيف، فدعاه هارون، فلما قعدا وتحدّثا تعارف، وقام كل منهما إلى أخيه يُعانقه. وعاشت صفورة مع زوجها موسى عليه السلام إلى أن توفّاها الله تعالى إلى رحمته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.