رئيس التحرير
عصام كامل

قضاة: الحكم فى مذبحة بورسعيد "عنوان الحقيقة".. إمام: لا دخل للسياسة فى القضاء.. ندا: على المحكوم عليهم انتظار الحيثيات للطعن.. نادى القضاة: الحكم ليس نهائيًّا.. السيد: الإعدام لن ينفذ غدًا

محكمة مجزرة بورسعيد
محكمة مجزرة بورسعيد

أكد عدد من القضاة والقانونيين أن حكم محكمة جنايات الإسماعيلية فى مذبحة بورسعيد هو عنوان الحقيقة، ولا صوت يعلو فوق صوت المحكمة، مؤكدين أن محكمة النقض ستقبل الطعون المقدمة ضد هذه الأحكام خلال شهرين، مستنكرين ما تردد حول تسييس الحكم فى القضية.

قال المستشار عبد الستار إمام، رئيس نادى قضاة المنوفية: إن أحكام مذبحة بورسعيد يجب ألا تكون محل تعليق من قبل أى شخص، مضيفًا: "القضية ليست مسيسة، ولا دخل للسياسة فى القضاء المصرى".
وأشار إلى أن هناك جهتين من حقهما التعليق أو تقديم الطعن على أحكام القضاء، وهما المحكوم عليهم بأنفسهم أو ذويهم، والنيابة، مؤكدًا أنه من حق المحكوم عليهم أن يتقدموا بالطعن على حيثيات الحكم، والنيابة من حقها الطعن على أسباب الحكم أيضًا.
وأوضح المستشار أشرف ندا، رئيس محكمة استئناف القاهرة ورئيس نادى قضاة جنوب سيناء، أن الحكم فى القضية صحيح أوليًّا، لكن الحيثيات وأسباب الحكم طبقًا للائحة القانون لم تصدر بعد حتى نعرف إن كان الحكم مسيسًا من عدمه.
وأضاف "ندا": إن المحكوم عليهم لا بد أن ينتظروا أسباب الحكم حتى يستطيعوا التقدم بالطعن لمحكمة النقض التى تعمل على مراقبة القانون، وفى كل القضايا التى يحكم فيها بالإعدام تقوم محكمة النقض بقبول الطعن، وتعمل النقض على إعادة المحاكمات وكأن شيئًا لم يكن.
ونفى رئيس محكمة الاستئناف أن يكون الحكم مسيسًا، موضحًا أن القائل بأن الحكم مسيس جاهل؛ لأنه إلى الآن لم تصدر حيثيات الحكم، وليس هناك دليل على ذلك، فلن أستطيع أن أقول: إن القضية مسيسة.
وأكد مصدر قضائى مطلع بنادى قضاة مصر أن الحكم عنوان الحقيقة، ولا صوت يعلو فوق صوت المحكمة، موضحًا أن الحكم ليس نهائيًّا، فيمكن أن يتقدم المتهمون أو ذووهم بالطعن عليه فى محكمة النقض خلال60  يومًا بعد النطق بالحكم، ومن الممكن أن تقبل المحكمة النقض وتلغى الحكم الصادر ضدهم، وتعيد محاكمتهم أمام دائرة جنايات جديدة.  
من جانبه قال الدكتور شوقى السيد، أستاذ القانون الدستورى: إن أحكام القضاء لا يجوز التعليق عليها، مؤكدًا أن الحكم بإعدام 21 متهمًا فى أحداث مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 71 قتيلًا ومئات المصابين لن ينفذ غدًا.
وأشار إلى أن الحكم صدر من قبل، وأيده فضيلة مفتى الجمهورية، الدكتور شوقى عبد الكريم علام، ولا يجوز الرجوع فيه مرة أخرى، مؤكدًا أن الحكم سيرجع إلى محكمة النقض، والمحكمة عليها إما أن تؤكد الحكم أو تنقضه، أو تعيده أمام محكمة أخرى.
وطالبت لجنة "شباب القضاة والنيابة العامة" وسائل الإعلام والمواطنين والقوى السياسية بعدم تناول حكم مذبحة بورسعيد، أو التعرض له والتعليق عليه، سواء بالمدح أو القدح والذم.
وأضافت اللجنة فى بيان لها اليوم، السبت: إن المزاعم بأن الحكم مسيس غير صحيحة، والحكم هو عنوان الحقيقة، موضحة أن من يدرس الحكم يتبين له أن القاضى أصدر الحكم وكان أمامه كل الخيارات دون ضغوط؛ فحكم بإعدام بعض المتهمين وسجن آخرين وبرّأ البعض، ومن بينهم قيادات أمنية، وأوضحت اللجنة فى بيانها أن الحكم إذا كان موجهًا كان سيسير فى اتجاه واحد، ولكنه ليس كذلك، مؤكدة أن المعيار ليس فى صفة المتهم أو الجانى، وأن الحكم يقترب من العدالة التامة، ويعبر عن أن المحكمة لم تبتغ من ورائه إلا تحقيق العدالة، مضيفة: إن اللجنة تهيب بالمواطنين ووسائل الإعلام والمتقاضين والقانونيين عدم تناول الحكم والتعرض له لا بالمدح ولا بالذم، وأن هناك درجة للطعن ويجب الانتظار، انتظروها حتى يصبح الحكم نهائيًّا باتًّا.
وطالب البيان بضرورة احترام الأحكام القضائية، وإعلاء مبدأ سيادة القانون؛ لأن تناول الأحكام والتعرض لها بشكل غير لائق يؤثر على حسن سير العدالة، قائلا: يجب أن نعلم أن العدالة ستطبق على الجميع، شرط عدم التطاول على المؤسسة القضائية، وتنفيذ أحكامها.

الجريدة الرسمية