رئيس التحرير
عصام كامل

اليمن مختطف وليبيا سلمتها الجامعة للناتو!


المشهد في المنطقة مرتبك ومحير ومتناقض ومتوتر ولكن.. نحن من تسببنا فيه والأسباب كثيرة ومتنوعة وتحتاج إلى مجلد.. المهم هذا هو حالنا الذي وصلنا إليه وندفع ثمنه غاليًا حتى لو كانت مؤامرات الخارج متداخلة ومتسببة فيما نحن فيه!


وها هي سوريا تئن تحت وطأة الحروب بالوكالة والأيديولوجيا.. والسودان انتهى به الحال إلى التقسيم والاقتتال الأهلي بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه.. واليمن المختطف بيد قلة من الحوثيين المدعومين من طهران.. وربما كان ذلك باعثًا لأسئلة عديدة: ماذا فعلت القمم العربية للقضايا المصيرية.. ماذا قدمت للقضية المركزية (فلسطين) التي تراجعت للأسف في سلم الأولويات.. وهل حققت المصالحة بين فتح وحماس الإخوانية المتآمرة ضد الأمن القومي لمصر.. هل تبنت إستراتيجية فعالة رادعة للمخطط الصهيوأمريكي الهادف لتصفية القضية الأم.. وماذا قدمت لسوريا التي تدخل عامها الخامس بمئات الألوف من الضحايا وملايين المشردين والنازحين والمعذبين..؟!

ربما ندهش لو قلنا إن العكس هو ما حدث، فالجامعة العربية بتكوينها الحالى لم تنهض بما هو مأمول منها، بل إنها كادت تسلم سوريا لمصير ليبيا، حيث قدمت الأخيرة للناتو على طبق من فضة ثم قدمها الناتو لجماعات الإرهاب على طبق من ذهب؛ الأمر الذي يضع الجامعة العربية كما هو النظام العربي كله على المحك، ويجعلها في حاجة لمراجعة حقيقية وإعادة بناء وتصحيح مسار حتى يبلغا الوجهة المرجوة؛ كالتي سلكتها قمة شرم الشيخ التي أعلنت رفضها بوضوح لمخططات البغي والتدمير ومؤامرات التقسيم التي تتعرض لها أمة العرب بلا جدال، ولا حاجة لدليل إلا لدى بعض شبابنا الذي يصر على إغفال تجربة روسيا في شبه جزيرة القرم لوقف الزحف الأمريكي لتطويق العالم وخنق الروس الذين نجحوا في جبهة داخلية موحدة في مواجهة أمريكا والغرب اللذين يعانيان ازدواجية المعايير فيما يخص الثورات العربية وما حدث في أوكرانيا. 

هذه المؤامرة التي يتعامى بعض شبابنا المغرر بهم عن رؤيتها والتي وصفها البابا تواضروس الثاني بالخبيثة؛لاستهدافها تفتيت الأمة العربية لدويلات صغيرة، وهو ما تنبهت له أخيرًا قمة شرم الشيخ التي حققت نتائج ملموسة على الأرض حتى قبل أن تنعقد رغم إغفالها لقضايا مصيرية، مثل التكامل الاقتصادي العربي، وردم الفجوة العلمية والتكنولوجية والنووية مع العالم المتقدم خصوصًا إسرائيل، أو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والطاقة ورغم امتلاكنا لمصادرهما.
الجريدة الرسمية