رئيس التحرير
عصام كامل

بلا انتقائية !


ولم يعد السؤال هل ثمة خطر يهدد أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج بل صار السؤال كيف ومتى نتحرك لتطويق هذا الخطر ودحر الإرهاب وردع الطامعين والمتربصين بدولنا بلا انتقائية..


ولم يعد العرب بعد قمة شرم الشيخ مجرد "ظاهرة صوتية" تندد وتشجب اعتداءات الآخرين دونما ردع حقيقي مثلما كان حالهم على مدى عقود، بل أصبح لهم درع وسيف وكلمة فيما يخص شئونهم.. وها هي القوة العربية المشتركة في طريقها للتشكيل في غضون أسابيع يبدأ اجتماع مرتقب لقادة الأركان العربية تحت قيادة مصرية على الأرجح لبحث آليات وطريقة تشكيل وعمل هذه القوة.. ولأول مرة تسبق أفعال العرب أقوالهم بإنفاذ "عاصفة الحزم" لردع اعتداءات "الحوثيين" الذراع الإيرانية في اليمن.

تغيرت نظرة الشعوب العربية لقادتها، وتبددت سحب اليأس وخيبة الأمل التي زرعتها القمم السابقة التي كانت تنعقد وتنفض دون أن ندري فيم كان انعقادها ولا فضها، بل بالعكس كرست هذه الاجتماعات لمزيد من الفرقة والخلاف والانقسام العربي، وقد ضاعت بسببها "قضية فلسطين"، ثم تناثرت الأقطار العربية؛ حتى تمددت أمريكا والغرب ثم إيران وإسرائيل وتركيا على حسابنا..

وها هي "العراق واليمن وليبيا وسوريا ولبنان والصومال" أبرز الأمثلة على ما آلت إليه سوء الأوضاع العربية، وبدلًا من أن تحقق القمم العربية العدالة الاجتماعية في دولنا، ازدادت الفجوة بين الشعوب وحكامها فاندلعت ثورات الربيع التي تحولت بفعل التآمر والاستخدام السياسي من القوى الخارجية وخصوصًا لتيار الإسلام السياسي إلى خريف وتدمير وإرهاب وفوضى جارفة، أفضت لاستخدام القوة من جانب المملكة السعودية وحلفائها من العرب والمسلمين ضد التمدد الفارسي..

وهي المواجهة التي كانت ضرورة لإنقاذ ما بقي من مقومات الأمن القومي العربي.. رغم ما تفرضه من أعباء وفواتير تستنزف الدول العربية لحساب إسرائيل التي تجري تهيئة المسرح لتغليب كفتها الغالبة أصلًا على العرب مجتمعين تسليحيًا وعلميًا وتكنولوجيًا بمساعدة أمريكا وأعوانها حلف الشر الذي أجاد استخدام تنظيمات الإرهاب لإضعاف دولنا وتركيعها لحساب المشروع الشرق أوسطي المشبوه الذي تتزعمه أمريكا وإسرائيل.
الجريدة الرسمية