رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. مسجد «المرأة فاطمة شقراء».. بُني في العصر المملوكي عام 873 هـ.. توقفت الصلاة به في القرن التاسع عشر.. انهارت أجزاء منه بعد زلزال 92.. ومشروع تطوير «القاهرة التاريخية&#


مخازن وورش ومحال لبيع المصنوعات الجلدية أحاطت به، حيوانات تعبث بالأخشاب التي زينت مئذنته المائلة منذ عام 1992 تهدد المار بجانبها، أكشاك منتشرة خارج المسجد بامتداد جدرانه، أدوات سباكة وشيش وبخور تحيط به، وزخارفه الإسلامية التي كانت قد زينت جدرانه منذ 600 عام قد تساقطت، لأن يد الترميم لم تقترب منه منذ أعوام.


تاريخ المسجد
إنه "مسجد المرأة فاطمة شقراء"، يرجع تاريخه إلى عام 873 هـ - 1468م، وشيده رشيد الدين البهائي في عصر السلطان المملوكى الأشرف قايتباى، وتوقف بناؤه في العصر العثمانى، ما دفع السيدة فاطمة شقراء، إحدى زوجات قايتباى وهى من أصول مغربية، لتجديده، إلا أنها لم تقم بإعادة البناء برمته، وإنما اكتفت بتدعيم الجدران مع تكملة المئذنة الحجرية القديمة لتصبح قمتها على هيئة المآذن العثمانية ذات البدن الأسطوانى.

موقع المسجد
المسجد كائن حاليًا بشارع أحمد ماهر (تحت الربع سابقا) بقسم الدرب الأحمر، ويتبع منطقة آثار جنوب تحت الربع، وعرف بذلك من أجل الربع الذي أنشأه الملك الظاهر بيبرس ووقفه على مدرسته التي بخط بين القصرين تجاه المارستان المنصورى، ويمتد من باب زويلة وحتى باب الفرج.

زلزال 1992
بعد زلزال القاهرة عام 1992م تعرضت المئذنة وأجزاء من المدخل للانهيار، والمئذنة الآن تعانى ميولا شديدا يحتاج إلى ترميم إنشائي ومعمارى لدرء الخطورة عنها، فهى مدعومة بالصلبات الخشبية منذ وقوع الزلزال، ما استدعى استخدام قوائم من الحديد والخشب لتفادي تساقط المبنى، ومؤخرا أصدر وزير الآثار السابق محمد إبراهيم، قرارا بتشكيل لجنة لترميمها.

إغلاق المسجد
توقفت الصلاة في المسجد مع النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وبعد ذلك أنقذته لجنة حفظ الآثار العربية أثناء عملها في حصر الآثار الإسلامية بالقاهرة عام 1889م، بعد أن شاهدت انتشار أكوام القمامة به وردم كميات كبيرة في ساحة المسجد، وسجلت في تقريرها أن المسجد كان مهملًا تماما.

وعقب الزلزال طلبت وزارة الأوقاف من لجنة حفظ الآثار العربية السماح بإعادة تعمير المسجد، ووافقت اللجنة بشرط ألا تمتد عمليات التجديد إلى الأجزاء الأثرية، وأسندت الوزارة عملية ترميمه إلى شركة المقاولون العرب، ولكن حتى الآن لم تقم بدورها المسند إليها.

إعادة ترميمه
فتحه الأهالي بعد ثورة يناير 2011، وقاموا بتجهيزه بالسجاد والإضاءة ودورات مياه، حتى دبت به الروح من جديد، ويخدم المنطقة بالكامل في الصلاة، علما بأنه المسجد الوحيد الموجود بالمنطقة بدءا من الميدان وحتى بوابة المتولي، إلا أن وزارة الآثار أغلقته مرة أخرى منذ أسبوعين، في إطار عملية تطوير وترميم القاهرة التاريخية.
الجريدة الرسمية