ثروت أباظة يختلف مع كل الأدباء ماعدا نجيب محفوظ

في جريدة الأهرام عام 1980، كتب ثروت أباظة مقالا بعنوان "مع هؤلاء"، قال فيه: إن الكاتب صاحب رأى، ولكل صاحب رأى معارض، وكم اختلفت مع أبى الروحى توفيق الحكيم، وكم احتدم بيننا النقاش، ولكن هذا الخلاف لم يستطع يوما أن يمس شعورى نحوه بالبنوة وشعوره نحوى بالأبوة، وهى بنوة وأبوة، لاتقف عند المشاعر بل تتعداها.

وتابع: "كثيرا اختلفت مع أخى الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى، وقد كتب كل منا رأيه المعارض للآخر، فما ندت منى كلمة تمس احترامى له وإكبارى، وما خط قلمه في معارضتى إلا كل حب وعفة، إن المعارضة بيننا هي في ذاتها عارضة، وليست أصيلة، وهى أيضا لاتجرؤ أن تمس تلك الصلة الحميمة الحبيبة العميقة التي تربط الصديقين الأخوين منه ومنى.

واسطرد: "الوحيد الذي لم أختلف معه قط هو أستاذنا نجيب محفوظ على طول سنوات الصداقة الحميمة بيننا، وهى صداقة تزيد عن صلات كثير من الإخوة وزادت عن أربعين عاما، وأذكر له في عام 1958، أن ناقدا تناول عملا لى بنقد قاس وعنيف في إحدى المجلات العربية، ووجدت نفسى في ثورة عارمة وأعد نفسى للرد عليه.

وفى غضبتى طلبت أستاذنا نجيب محفوظ لأشهده على هذا الناقد الجائر، فإذا عمنا نجيب، يشعر بالثورة التي تعتمل بنفسى ويقول في هدوء رزين:
"الله..ماذا جرى ياثروت، وهل تنتظر أن يرضى عنك كل الناس، إننا إذا أرضينا نصف قرائنا نكون قد حققنا نجاحا ساحقا.

نزلت كلماته على ثورتى ماء قراحا، ووجدت نفسى سعيدا بعد غضب، هادئا بعد فورة.. فإذا كان نجيب محفوظ يقول هذا فإنه يصبح حتما على ألا أغضب لنقد أبدا.