«السيسي» يمد جسور الثقة في لقائه برئيس جنوب أفريقيا.. بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية.. و«مانديلا» وضع حجر الأساس..«زوما» ساند خارطة الطريق.. ولقاء «نيويورك» صف
يلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، جاكوب زوما، رئيس دولة جنوب أفريقيا بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، حيث تشكل هذه الزيارة مرحلة جديدة في توطيد علاقات الصداقة والتضامن العريقة التي تجمع الشعبين المصرى والجنوب أفريقى.
ومن المقرر أن يشهد اللقاء التركيز على تطورات الأوضاع التي تشهدها القارة الأفريقية وسبل دعم وتعزيز التعاون والعلاقات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات.
شراكة من أجل التنمية
ويتطرق اللقاء إلى تعميق التشاور بين مصر وجنوب أفريقيا حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من بينها مسألة السلام والأمن في أفريقيا والشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا والاندماج الاقتصادى الأفريقى.
زيارة "مانديلا"
ترتبط مصر وجنوب أفريقيا بعلاقات تاريخية، حيث كانت زيارة الرئيس مانديلا لمصر في أكتوبر 1997 خطوة مهمة على صعيد تدعيم العلاقات بين البلدين وتنميتها في المجالات المختلفة، وتم إنشاء لجنة مشتركة للتعاون بينهما في مارس 1995 عقدت دورتها الأولى في أبريل عام 1996 بالقاهرة، وتم خلالها الاتفاق على دفع العلاقات بين البلدين في جميع المجالات وخاصة المجال التجارى بفتح أسواق جنوب أفريقيا أمام المنتجات المصرية وتوسيع نطاق مشاركة العديد من الشركات المصرية في المعارض السنوية التي تقام في جنوب أفريقيا.
آلية التعاون
وتعد آلية المتابعة التي تم إنشاؤها مؤخرا بمثابة إضافة جديدة لآليات التعاون "المصرى– الجنوب أفريقى"، حيث تلتقى الآلية بشكل دوري لمتابعة تطور العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنسيق والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار مراجعة ما تم إنجازه من أعمال اللجنة المشتركة.
اتفاقيات مشتركة
وترتبط الدولتان بعدد من الاتفاقيات التي تشمل مجالات التجارة والملاحة البحرية وتشجيع وحماية الاستثمارات وتعزيز التعاون بينهما في المجال الزراعى والتجاري ومجالات التعاون العلمي والسياحى والثقافى والخدمات الجوية، كما أنهما على اتصال دائم، فقد بعثت جنوب أفريقيا وفدا رفيعا برئاسة وزير الأمن لتهنئة الشعب المصرى بصدور الدستور الجديد في 2014 وأن الرئيس زوما على اتصال دائم مع الرئيس السيسي ويمتلكان خلفية مشتركة كوزيرى دفاع سابقين.
مبعوث الرئيس
في الرابع والعشرين من فبراير2014 قام وزير الأمن ومبعوث الرئيس الجنوب أفريقي بزيارة إلى مصر التقى خلالها الرئيس السابق عدلي منصور وسلمه رسالة من جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا، والتي تتضمن دعمها لخارطة الطريق وإدانة الأعمال الإرهابية التي واجهها الشعب المصرى.
والتقى حينها المشير عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع في ذلك الوقت "بسيابونجا كويلى" وزير الدولة للأمن والمبعوث الشخصى لرئيس دولة جنوب أفريقيا، والوفد المرافق له تناول اللقاء تطورات الأوضاع التي تشهدها القارة الأفريقية وسبل دعم وتعزيز التعاون والعلاقات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات.
وأكد "كويلى" على موقف بلاده الداعم لمصر قيادة وشعبا لإنجاز استحقاقات المرحلة الاِنتقالية، وإرساء دعائم الديمقراطية والتصدي للإرهاب واستعادة مصر لمكانتها الإقليمية والدولية كمركز ثقل إستراتيجي لدعم الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية.
لقاء بالأمم المتحدة
في السادس والعشرين من شهر سبتمبر 2014 التقى الرئيس السيسي، برئيس جمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما على هامش المشاركة في أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
تناول اللقاء عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك خاصة التطورات في ليبيا، حيث توافقت وجهات النظر حول خطورة الوضع وتداعياته السلبية على دول الجوار.
وأكد الجانبان على أهمية وقف إمدادات السلاح والمال إلى الجماعات المسلحة وكذا على أهمية العمل المشترك من خلال الاتحاد الأفريقى حتى يتسنى إيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار كما تطرق اللقاء إلى آخر التطورات بالنسبة للوضع في قطاع غزة، حيث أعرب زوما عن تقديره لدور مصر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والعمل على تثبيته فضلا عن اضطلاعها بالمفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
واستعرض السيسي الخطوات التي تتخذها مصر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والتحضير لمؤتمر إعادة الإعمار، وأعرب عن الأمل في نجاح المفاوضات بين الجانبين بما يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وزراء الخارجية
في الثانى عشر من شهر ديسمبر 2014 قامت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتى نيكوانا بزيارة لمصر استقبلها سامح شكرى وزير الخارجية، تبادلا تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية العمل على تطويرها في مختلف المجالات بما يحقق مصالح البلدين كما تم تناولا الأوضاع في القارة الأفريقية وفى منطقة الشرق الأوسط.
وأعربت نكوانا عن تقدير بلادها الكامل لدور مصر القيادى في أفريقيا والعالم العربى، مؤكدة أنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتسوية القضية الفلسطينية بدونه والدور المصرى الريادى معربة عن سعادة بلادها بعودة مصر لتتبوأ مكانتها القيادية مجددة احترام بلادها لإرادة الشعب المصرى.