رئيس التحرير
عصام كامل

انتبه «هنجيبك هنجيبك».. «لصوص الكلمة».. موقع يوثق السرقات الفكرية بالدليل والبرهان.. الموقع نسب إلى رئيس تحرير الأهرام المسائي الأسبق أنه نقل مقالين ونشرهما باسمه


«نادي لصوص الكلمة».. موقع إلكترونى قرر منذ اليوم لإنشائه عام 2005، أن يكون مراقبًا لكل مواقع الإنترنت، ليكشف عن وقائع السرقات في المجالات الفكرية.


يرى «بدر الكويت»، مؤسس الموقع صاحب الاسم المستعار، الذي يرفض الإفصاح عن شخصيته الحقيقية، أن «لص الكلمة» هو كل من تسول له نفس وبدم بارد أن يأخذ مجهود شخص آخر وينسبه لنفسه، ومن هنا جاء الهدف من إنشاء الموقع، وفق حوار أجرته معه صحيفة الرأى العام الكويتية، في الثالث من نوفمبر عام 2006.

يقول بدر الكويت: «لاحظت قيام الكثير من كتابنا المعروفين، بسرقة مقالات لأشخاص آخرين، أي أنهم يسطون على مقالات كاملة، ثم يذيلونها بأسمائهم، وليس الأمر مقتصرا على سرقة فقرة أو عبارة، فهذه أمور يمكن التغاضى عنها، ولكن سرقة المقال كامل مع سبق الإصرار والترصد، وقد أزعجنى هذا الأمر لأن الكاتب السارق يفترض بالقراء أنهم مجموعة من الأغبياء والجهلة، لذلك قمت بنشر تلك المقالات المسروقة، مع المقالات الأصلية والموثقة بالتواريخ» لذا فإن الوقائع المنشورة بهذا التقرير يتحمل الموقع وحده مسئوليتها القانونية.

وهكذا يقوم الموقع على نظام عرض المقالة الأصلية والمقالة المسروقة، والأجزاء المسروقة بالضبط، وصاحب المقال المسروق، والذي عادة ما يكون كاتبًا مشهورًا، وصاحب المقالة الأصلى، الذي قد يكون شخصًا معروفًا أو مغمورًا، ويتم توثيق المقال الأصلى بالتاريخ الذي نشر فيه، وصورته من المكان الذي نشر فيه، ونجح الموقع في كشف 30 عملية سرقة أدبية، يذكر مؤسس الموقع في حوار صحفى آخر، أن عددًا من الكتاب المشهورين، ورسامى الكاريكاتير، الذين رصدهم الموقع، تواصلوا معه بالفعل في محاولة لتبرير سرقتهم لأفكار الآخرين، ويشير بدر الكويت، إلى أنه اقتنع بالفعل بمبررات بعض رسامى الكاريكاتير، وأزال الموضوعات المتعلقة بهم من الموقع، أما من رفض مبرراته فظل ملفه على موقع « نادي لصوص الكلمة»، ليظل شاهدًا على جريمته النكراءن بحسب وصفه.

جولة في الموقع
بمجرد أن تدخل على الموقع على شبكة الإنترنت، ستجد الموقع مقسمًا إلى ملفات بأسماء الصحف المشهورة، والكتاب المشهورين والفنانين والفنانات ورسامى الكاريكاتير، والمعروفين عربيًا على نطاق واسع وداخل كل قسم يوجد رصد لأهم السرقات، وملفات لكل شخص سارق.

ومن الصحف التي ثبت تورطها في عمليات سرقة بحسب وصف الموقع « جريدة الأهرام المصرية، البيان الإماراتية، الصباح الكويتية، الوفاق الإيرانية، الشعب الكويتية، النهار الكويتية، البلاد البحرينية، الدار الكويتية»، وتغلب الصحف الكويتية على الموقع نظرًا لجنسية مؤسس الموقع، الذي يهتم أولًا بشئون صحافته الداخلية.

أما أشهر الكتاب الذين اتهمهم الموقع بنقل المقالات فكانوا « فهمى هويدى، ناصر الفضالة، عاطف عيسى غزال، فريد سلوم، مرسي عطاالله، الشيخ صادق الجمرى، ماهر رشوان، جمال الطالقانى، عادل القصار، هشام القروى، حامد العلى، عائض محمد الزهرانى، أنور الياسين، شوكت الربيعى، فاطمة عثمان البكر، مروة كريدية، سعد العنزى، عدنان خليفة الراشد، توفيق المدينى، أسامة مقلد، الدكتور وليد الطبطبائى، عبدالرازق الشايجى، محمد بن خميس العجمى، فرات البسام، الدكتور على عباس النقى»، ومازال السجل يتسع للكثيرين الذين بلغت سرقاتهم 5 أو 7 سرقات وليس مجرد سرقة واحدة، على حد مؤسس الموقع.

نسب الموقع إلى الكاتب الكبير فهمى هويدى أنه نقل بعض الأجزاء من كتاب « الإسلام والفن»، للدكتور يوسف القرضاوى، رئيس اتحاد علماء المسلمين بقطر، ونسبها إلى نفسه، وكان ذلك في مقالة هويدى التي جاءت بعنوان «نظرة في جماليات القرآن الكريم»، ونشرت في الشبكة الإسلامية بتاريخ 8 ديسمبر 2004.

يقول هويدى في مقالته: « إن المتجول في رياض القرآن يرى بوضوح أنه يريد أن يغرس في عقل كل مؤمن وقلبه الشعور بالجمال المبثوث في جنبات الكون، من فوقه ومن تحته ومن حوله، في السماء والبر والبحر والنبات والحيوان والإنسان.
في جمال السماء يقرأ المسلم قوله تعالى: «أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهَمْ كَيْفَ بَنَيْنَهَا وَزَيَّنَّهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ»..»ق:6»، «وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ»..»الحجر:16».

وفى جمال الأرض ونباتها يقرأ: «وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ»..»، «وَأَنزَل لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ».
وفى جمال الحيوان يقرأ قوله تعالى عن الأنعام: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ»..«النحل:6».
وفى جمال الإنسان يقرأ: «وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ»..«التغابن:3». «الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِى أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ» «الانفطار:7».

وهكذا فإن المؤمن يلاحظ وهو يقرأ كتاب الله أنه يُدفَع لأنه يرى يد الله المبدعة في كل ما يشاهده في الكون، ويبصر جمال الله في جمال ما خلق وصور، يرى فيه «صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ» «النمل: 88»، «الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» «السجدة:7».
وبهذا يحب المؤمن الجمال في كل مظاهر الوجود من حوله، لأنه أثر جمال الله جل وعلا، وهو يحب الجمال كذلك لأن ربه يحبه، فهو جميل يحب الجمال، وبحسب الموقع فإن هذا الجزء منقول حرفيا من كتاب «الإسلام والفن»، للدكتور يوسف القرضاوى.

ومن الجدير بالذكر أن مرافقة غريبة حدثت، هي قيام الكاتب الكويتى الدكتور وليد الطبطبائى، بسرقة مقال فهمى هويدى، المسروق في الأصل، ليعيد الطبطبائى نشره في جريدة الوطن السعودية تحت عنوان « الفن الذي نريد»، وتم نشر المقال بتاريخ 9 يناير 2005، دون أن يحرك فهمى هويدى ساكنًا لسرقة مقالته، ويستغرب الكثيرون من عدم رد هويدى على الطبطبائى، ليكتشف الجميع أن فهمى هويدى نفسه هو من نقل المقالة من يوسف القرضاوى، وأن الأمر برمته كذبة كبيرة.

مرسي عطا الله:
النموذج الثانى من نقل المقالات، بحسب الموقع كان من نصيب الكاتب مرسي عطاالله، في عام 2007، برصيد مقالين.
المقالة الأول كانت تتحدث عن فلسطين وتم نشرها في مقالة بجريدة الأهرام اليومية، وتم رصد هذا الجزء الذي ثبت نقله من كتاب «أرض فلسطين وشعبها»، للدكتور محسن محمد صالح، أستاذ تاريخ العرب الحديث والذي صدرت منه الطبعة الأولى في مايو عام 2002.

يقول «عطا الله»، في عموده اليومى «كل يوم»، في مقالة نشرت في جريدة الأهرام بتاريخ 2 سبتمبر 2008، أي بعد ستة أعوام من تاريخ صدور الكتاب الأصلى:
« يسكن القدس بشقيها الغربى والشرقى نحو 650 ألفًا حسب تقديرات سنة 2000 من بينهم 450 ألف يهودى، و200 ألف عربى، وكل العرب يسكنون شرقى القدس، وبسبب سياسة المصادرة، والقهر استولى الإسرائيليون على 86% من مساحة القدس، وبقى للعرب الفلسطينيين فعليًا 4% بينما هناك 10% منع العرب من الانتفاع بها، ومعدة لمشاريع يهودية، مما يشير إلى الخطورة التي وصل إليها مشروع تهويد مدينة القدس، مع العلم بأن الفلسطينيين كانوا يملكون 90% من القدس عند بدء الاحتلال البريطانى 1918».

والحقيقة أن هذا الجزء من المقالة يعود إلى كتاب « أرض فلسطين وشعبها»، ويقول مؤلف الكتاب في الصفحة 78:
«يسكن القدس بشقيها الغربى والشرقى نحو 650 ألفًا حسب تقديرات سنة 2000 من بينهم 450 ألف يهودى، و200 ألأف عربى « كل العرب تقريبًا يسكنون شرقى القدس»، وبسبب سياسيات المصادرة والقهر إستولى الصهاينة على 86% من مساحة القدس، وبقى للعرب الفلسطينى فعليًا 4%، بينما هناك 10% منع العرب من الإنتفاع بها ومعدة لمشاريع يهودية، مما يشير إلى مدى الخطورة التي وصل إليها مشروع تهويد مدينة القدس، مع العلم أن الفلسطنين كانوا يملكون 90% من القدس، عند بدء الاحتلال البريطانى 1918».

ولم يتوقف عطا الله عند هذه المقالة، بل رصد الموقع سر نقله لمقالته التي جاءت بعنوان «كيف نواجه ازدواجية العدالة»، التي نشرت في جريدة الأهرام بتاريخ 17 يوليو عام 2008، وثبت أنها تعود في الأصل إلى مقالة بعنوان «الجدار العنصرى»، التي نشرت للكاتب محسن أبو جابر، في شبكة الحوار الفلسطينية، وتم نشرها بتاريخ 25 مارس 2005.

ناصر الفضالة:
كان صاحب الرقم القياسى في السرقات بإجمالى سرقات تجاوز 9 سرقات، كان الشيخ البحرينى ناصر الفضالة، الذي ثبت سرقته لتسع مقالات نشرت سبعة منها بصحيفة أخبار الخليج البحرينية وأهمها مقال «التمويل الخارجي.. هل هو برىء من الأغراض الخفية؟» ونشرت بتاريخ 23 ديسمبر عام 2005، وثبت سرقتها من مقالة بعنوان «التمويل الأجنبى عمالة صريحة» للكاتب أحمد الخميسي، ونشرت بتاريخ 28 مارس عام 2005.

ولم يسرق ناصر الفضالة مقالات لصحيفة أخبار الخليج فقط وإنما أيضًا سرق مقالتين نشرت في جريدة «البلاد برس»، البحرينية أيضًا، منهم مقال « التطبيع مرفوض جماهيريا»، ونشرت بتاريخ 1 أغسطس عام 2009، وفيها يقول الفضالة:
« من المضحك أن يدعى البعض أن التمويل الأجنبى معزول عن أهداف محددة، أو أي أغراض خفية، فالتاريخ البشرى كله - على مستوى الدول والأفراد - لم يعرف حالة واحدة دفع فيها فلس واحد من دون غرض. وقد سقطت أسماء كثيرة في مستنقع التمويل، بعضها ينتمى إلى اليسار وبعضها إلى تيارات أخرى، أو تيارات أمريكية متبجحة لا تخفى وجهها، وفى واقع الأمر فقد برهنت كل تلك الأسماء على أنها تنتمى فقط لمصلحتها الشخصية، لأن كل ما تحصل عليه من مال لا يدخل إلا جيبها فحسب».

وثبت أن هذا الجزء يعود لمقالة بعنوان «التطبيع العربى الإسرائيلى»، للكاتب صهيب عسقلانى، ونشرت بتاريخ 24 مارس 2006.
والجزء الأصلى هو « ومن المضحك أن يدعى البعض أن التمويل الأجنبى معزول عن أهداف محددة، لأن التاريخ البشرى كله – على مستوى الدول والأفراد - لم يعرف حالة واحدة دفع فيها قرش واحد من دون غرض. وقد سقطت أسماء كثيرة في مستنقع التمويل، بعضها ينتمى إلى اليسار وبعضها إلى تيارات قومية أخرى، أو تيارات أمريكية لا تخفى وجهها، وفى واقع الأمر فقد برهنت كل تلك الأسماء على أنها تنتمى فقط لمصلحتها الشخصية، لأن كل ما تحصل عليه من مال لا يدخل إلا جيبها فحسب».

ويظهر التطابق واضحًا كالشمس، وليس في هذا الجزء فقط وإنما في أجزاء كبيرة من المقالة، ليسجل الفضالة رقمًا قياسيًا على الصعيد البحرينيى.

ويرجع «بدر الكويت»، سبب عدم امتناع بعض الكتاب المشهورين عن السرقة، بعد انكشاف أمرهم، لوجود بعض القراء الذين يصممون أن يكونوا أغبياء ويبررون لكتابهم المفضلين، ما فعلوه، ويقفون إلى جوارهم، ويدافعون عنهم حتى النهاية، وهو ما يجعل القوس مفتوحًا أمام المزيد من السرقات الأدبية.

والفنانون أيضًا يسرقون
لم تتوقف السرقة عند الكلمات، وإنما امتد ليشمل فنانين عربا مشهورين، لجأوا إلى السرقة، وفى ملف مكون من 12 صورة، يجمع بدر الكويت مجموعة من الصور التي تعود إلى فنانين وفنانات عرب، قلدوا مجموعة من الفنانين الغربيين، بطريقة لا ابتكار فيها، ويعتقد مؤسس الموقع أن بعض الفنانين يقعون ضحية لمصممى الأزياء والبوسترات الخاصة بألبوماتهم الفنية، لأنهم غير مطلعين على كل شىء، ويمنحون الثقة لمساعديهم ليختاروا لهم كل شىء، وكان من بين هؤلاء الفنانات نجوى كرم، التي ثبت سرقة غلاف الألبوم الغنائى لها الصادر عام 2008 من إعلان عطر «أينجل» لتييرى موغلر الصادر عام 2006، وإليسا، التي رصد لها بدر الكويت أكثر من 5 سرقات، أبرزها بوستر ألبومها الغنائى «بستناك»، وكذلك الفنان المصرى عمرو دياب، بعد سرقته لـ«بوستر» ألبومه الغنائى «ليلى نهارى».

ملف «لصوص الفوتوغرافيا»، خصص لبعض الرسامين الذين سطوا على صور فوتغرافية، وقاموا بإعادة رسمها دون أي إشارة لأصحاب الصورة الفوتغرافية، وأبرز هؤلاء الفنان التشكيلى الليبيى عوض عبيده، الذي سرق مجموعة من الصور الفوتوغرافية للمصور الفوتغرافى الليبيى فتحى العريبى.

ولم يغفل مؤسس الموقع كذلك عن رسامى الكاركاتير، اللذين سرقوا مجموعة من الرسومات الكاريكاتورية لرسامين آخرين، وقاموا فقط بتغيير التوقيع ليوقعوا بأسمائهم وكأنهم أصحاب الفكرة الأصلية.

وفى الجزء الخاص بسرقات رسوم الكاريكاتور، يعرض بدر الكويت، 16 سرقة لرسومات وأفكار صور كاريكاتورية، أبرزها سرقة رسمة للفنان بدر بن غيث، التي تتحدث عن وعود التنمية بتاريخ 21 يناير 2011، ليسرقها رسام الكاريكاتير عبدالقادر أيوب وينشرها في جريدة الجريدة بتاريخ 7 فبراير 2011، متحدثًا عن نفس الموضوع، وكل ما تغير هو التوقيع.
الجريدة الرسمية