رئيس التحرير
عصام كامل

«عاصفة الحزم» تكشف ازدواجية المعايير لدى الولايات المتحدة.. «أمريكا» تؤيد الشيعة في العراق وتضربهم في اليمن.. «هريدي»: رؤيتها تختلف من دولة لأخري حسب المصلحة.. و«علي


تؤيد إيران في العراق وتضربها في اليمن، هكذا اتضح تناقض الموقف الأمريكي بعد مباركته عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية بالإشتراك مع عدد من الدول من بينهم مصر من أجل قمع جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، للحفاظ على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.


وتعاملت الولايات المتحدة مع العملية على أنها واجب عربي وباركتها، وعلى الجانب الآخر مازلت تؤيد فصائل الحشد الشيعي التي تقود عملية تحرير تكريت من تحت أيدي تنظيم داعش الإرهابي، والآن تساند التحالف الخليجى لضرب شيعة اليمن.


مصالح أمريكا بالمنطقة
وحول التناقض الأمريكي يقول أكد الدكتور حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الأوضاع داخل المنطقة العربية، وخاصة منطقة الخليج، مشتعلة، الأمر الذي يضع الدول في حالة تخبط مستمر، بما فيهم الدول الكبرى، ومنهم الولايات المتحدة الأمركية.

وقال إن السياسات الأمريكية، خلال تحركاتها بمنطقة الشرق الأوسط، سواء داخل العراق أو مساعدة المجلس الخليجى في "عاصفة الحزم" ضد شيعة اليمن، حسب المصالح الأمريكية داخل البلاد العربية، حيث تختلف المصالح من دولة إلى أخرى.

مكاسب بالوطن العربى
وفى نفس السياق أشار رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الإدارة الأمريكية ترى من وجهة نظرها فقط، مما يتيح لها الحصول على أكبر مكاسب ممكنة من الصراعات الدامية، داخل الوطن العربي، والتي تأمل أن تتأجج الأوضاع أكثر فأكثر بين الدول العربية.

وأضاف أن من مصلحة الولايات المتحدة عدم سقوط دولة العراق، وأن تظل في حالة فوضى إلى النهاية، بجانب الخوف من أن تقع في أيدي تنظيم "داعش"، ولذلك تستخدم الشيعة بالعراق للتصدى للتنظيم، أما عن الوضع داخل دولة اليمن فمختلف تمامًا، وذلك لمساعدة صمام الاستقرار العربى بالمنطقة "السعودية"، بالإضافة إلى تحجيم التحرك الإيراني بمنطقة الشرق الأوسط.

شركة مالتى ناشونال
وقال الدكتور جمال عليش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست قوة عظمى فقط، وإنما شركة مالتى ناشونال، لديها من المصالح الاقتصادية الضخمة جدًا داخل المنطقة، لا تهتم بالتنظيم الإرهابي داعش، أو بالمشكلات داخل اليمن، وإنما تهتم فقط بشأنها وشأن مصالحها داخل البلدان الأخرى، مشيرًا إلى أن لغة المال هي من تتحكم في السياسة.
الجريدة الرسمية