"السعودية" تدك الحوثيين باليمن.. سياسيون دوليون: نشهد إعادة رسم للمنطقة.. ضروري قبول أغلبية اليمنيين للتدخل العسكري.. مؤشر لصراع إقليمي.. مخاطر الشرق الأوسط أصبحت مزمنة.. يجب ألا تبالغ إيران برد الفعل
قالت المملكة العربية السعودية، اليوم الخميس، إنها بدأت عمليات عسكرية في اليمن، وشن غارات جوية بالتنسيق مع تحالف يتألف من عشر دول سعيا لهزيمة قوات الحوثيين التي تحاصر مدينة عدن في جنوب البلاد، وذلك تلبية لطلب عبدربه منصور هادي بالتدخل العسكري لوقف تقدم الحوثيين.
إعادة رسم
قال جون مكارثي رئيس معهد أستراليا للشئون الدولية إن السعودية تخشى أن يصبح اليمن وكيلا لإيران، ويسيطر في الأساس على بلد تهيمن عليه السعودية ومهم للمصالح السعودية، فالسعودية تنظر لما تحققه إيران من تقدم في العراق، وأعتقد أنها تجد نفسها تحت ضغط من دولة تعتبرها منافسها الرئيسي على الهيمنة الإقليمية، ولن أندهش إذا شهدنا دعما بريا سعوديا في مرحلة ما، ففي غياب الأمريكيين الذين تركوا الساحة بصفة مؤقتة سيحسب السعوديون أنه ليس أمامهم خيار سوى الدخول بقوة، وسنشهد إعادة رسم للمنطقة."
تركيبة معقدة
وأكد رودجر شانهان الأستاذ المساعد وزميل الأبحاث بمعهد لوي، قائلا: "سأندهش إذا التزمت السعودية بأي عملية برية واسعة النطاق لأنه مجتمع ذو تركيبة معقدة، وآخر مرة تصدوا فيها للحوثيين الأقل قوة لم يكن أداء قواتهم البرية جيدا على وجه الخصوص".
أكثر حرصا
وأوضحت سوزان دالجرين الأستاذ المساعد الزائر للأبحاث بمعهد الشرق الأوسط في الجامعة الوطنية بسنغافورة، إنه في عام 2009 تم استخدام القوة الجوية السعودية لمساعدة الجيش اليمني في قتال الحوثيين لكنها لم تنتصر، ولذلك يتعين على السعوديين أن يكونو أكثر حرصا الآن، وحتى الآن لم يقصفوا الجنوب المزدحم بالسكان، وأرجو أن يظلوا على هذا المنوال لفترة طويلة، فمن الضروري أن تقبل أغلبية الشعب اليمني التدخل العسكري."
صراع إقليمي
وقال لي جوفو مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بالمعهد الصيني للدراسات الدولية إن الصين تشعر بقلق بالغ للوضع في اليمن وقد دعمت المبادرة السعودية لجمع كل الأطراف على مائدة التفاوض، وقام السعوديون بعمل عسكري لأنهم قالوا إن الحوثيين يحصلون على دعم من الإيرانيين، وهذا مؤشر على أن الحرب قد تتسع تدريجيا لتصبح صراعا إقليميا، وهذا أمر يقلق الحكومة الصينية أشد القلق".
مخاطر مزمنة
وعلق توني نونان مدير المخاطر بشركة ميتسوبيشي في طوكيو، قائلا: "ثمة مواجهة كبيرة بين إيران والسعودية وبين السنة والشيعة في سوريا والعراق، وهذا دليل آخر على أن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط أصبحت مزمنة."
معركة النفط
وأضاف ماساكي سويماتسو مدير وحدة الطاقة بشركة نيو إيدج اليابان للوساطة المالية في طوكيو: "مجرد شن السعودية وآخرين غارات جوية لا يعني أن سوق النفط قل فيها المعروض فجأة، لكن ستحدث تبعات، وإذا تعرضت منشآت النفط السعودية للهجوم سيكون الأثر هائلا".
دولة فاشلة
وأشار توم أوساليفان مؤسس شركة ماثيوس اليابان لاستشارات الطاقة، قائلا: "هذا يزيد عدم الاستقرار العام في الشرق الأوسط على الأقل في الأجل القصير، وهناك احتمال وقوع عمليات انتقامية من جانب القاعدة وداعش والحوثيين ضد السعودية، وهو للأسف مثال آخر حديث على دولة فاشلة في المنطقة، والأخريات هي العراق وسوريا وليبيا."
حرب إيرانية
وأوضح نوريهيرو فوجيتو محلل الاستثمار بشركة ميتسوبيشي يو.إف.جيه مورجان ستانلي للأوراق المالية أنه في الوقت الحالي سيكون التركيز على رد الفعل الإيراني، وأرجو فقط ألا تبالغ إيران في رد الفعل، وإذا أصبحت حرب بالوكالة حربا حقيقية فستلتهم الحرب الشرق الأوسط كله رغم أنني لا أعتقد أن هذا مرجح."
رد إيران
وأكد جانج جي هيانج مدير مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد آسان للدراسات السياسات في سول، قائلا: "لماذا الآن؟ السعودية مستاءة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة التي يبدو أنها تحرز تقدما، لكن من غير المرجح أن ترد إيران على العملية السعودية في اليمن لأنها لا تريد أن تصبح طرفا صانعا للمشاكل بالتورط في صراعات في الوقت الذي يظل فيه الاتفاق النووي معلقا".