بوتين يغير موقف أوباما تجاه مصر!
إذا كان الكونجرس الأمريكى له دور مهم في دفع الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمراجعة العلاقة مع مصر في اتجاه إيجابى لصالحنا، فالدور الأهم في هذا الصدد كان للرئيس الروسى بوتين..فهو الذي حفز الكونجرس الأمريكى على ممارسة ضغوط على إدارة أوباما لكى تعيد النظر في سياستها السلبية تجاه مصر.
لقد خشى أعضاء الكونجرس في ظل سياسة فتح الذراعين التي اتبعها بوتين والكرملين تجاه مصر في 30 يونيو أن يدفع ذلك بمصر بعيدًا عن أمريكا إلى نقطة اللاعودة في علاقتها مع أمريكا خاصة أن الإقبال الروسى على مصر كان يقابله عزوف أمريكي عن مصر بل والأكثر من ذلك ضغوط ومواقف عدائية وصلت ذروتها في تجميد المساعدات العسكرية لنا والإصرار على فرض جماعة الإخوان الإرهابية علينا في مصر سياسيا.
فإذا كانت مصر بعد 30 يونيو تحرص الآن على الانفتاح على الجميع في العالم ولا ترهن علاقتها الدولية بدولة عظمى واحدة فقط واتجهت إلى تنويع مصادر تسليح جيشها فإن روسيا بوتين قابلت ذلك بترحاب كبير وبقرارات ومواقف من جانبها تدعم السياسة المصرية الجديدة.. وظهر ذلك جليا في الزيارات المتبادلة لكل من الرئيس السيسي والرئيس بوتين ثم بزيارة مستشار الرئيس بوتين للأمن القومى للقاهرة قبل أسبوعين..هنا تحركت واشنطن إيجابيا في اتجاه مصر.. ولعلنا لاحظنا أن كلمة وزير الخارجية الأمريكى كيري في المؤتمر الاقتصادى خلت لأول مرة من أي انتقاد ولو غير مباشر للسياسة المصرية.. هكذا يستحق الرئيس بوتين منا شكرا مزدوجا.
