رئيس التحرير
عصام كامل

الفرق بين شافيز ومرسى


فارق كبير بين الرئيس الفنزويلى الراحل "هوجو شافيز"، وبين الرئيس المصرى غير الراحل "مؤقتا على الأقل" الدكتور محمد مرسى، والفرق بين الرجلين كالفارق بين إيمان أبى بكر الصديق وإيمان عبدالله بن أبىّ بن أبى سلول "كبير المنافقين".

"شافيز" هو من قال يوما: "ينبغى جرُّ الرئيس الإسرائيلى ومعه الأمريكى إلى محكمة دولية لو كان لهذا العالم ضمير حى، إلا أنه عالم عبثى هذا الذى نعيش فيه، يقول إن الحكومة الإسرائيلية تدافع عن شعبها وهى تقتل الفلسطينيين"..
وهو الذى وصف يوما الرئيس الأمريكى جورج بوش "الابن" فى عقر داره، بأنه "شيطان لاتزال رائحته تفوح فى المكان"، كما نعته بـ"الوحش الإمبريالى".
ولم يكن "شافيز"، ممالئا أو مناورا أو منافقا، أو يجسد دورا كالذى يقوم به الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح فى خدمة جماعته، عندما قال هذا الكلام وغيره، معبرا عن مواقف تاريخية ومحترمة، لم يعد لحكام مصر نصيب منها منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ولكنه كان يعبر عن قناعات شخصية لازمته حتى رحيله.
هذا بعض ما قاله وفعله "شافيز"، وهو ما جعل العالم يبكى لرحيله أول أمس بعد معركة ضارية مع مرض السرطان، أما رئيسنا المُفدّى، لا أطال الله فى عمر جماعته فهو يرى الرئيس الإسرائيلى صديقا وفيا، ولا يفكر يوما فى إغضابه أو الإساءة إليه أو إلى شعبه الملعون.
كان السفير المصرى لدى تل أبيب عاطف سالم، قبل سحبه نقل رسالة رسمية من الرئيس محمد مرسى إلى رئيس الكيان الصهيونى شيمون بيريز، فى المراسم الرسمية لقبوله سفيرًا لدى إسرائيل، استهلها بهذه الكلمات: "إلى صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل"، وحملت الرسالة التى استهلها مرسى بعبارة "عزيزى وصديقى العظيم"، توقيع الرئيس مرسى تحت عبارة "صديقكم الوفى".
فهكذا كان "شافيز" يرى ويتعامل مع إسرائيل وقادتها، وهكذا يراهم مرسى وجماعته التى يبدو أنها تأمره بالمنكر وتنهاه عن المعروف.
الجريدة الرسمية