رئيس التحرير
عصام كامل

دموع ساويرس


لست مع ما قاله الصحفى الكبير عبدالله السناوى، من أن دموع ساويرس فى حواره مع وائل الإبراشى تعبر عن محنة الأقباط فى زمن الإخوان، بل أظن أنها تعبر عن أزمة كل المصريين من مختلف الأديان والعقائد والتيارات. فما يتعرض له ساويرس حدث لأحمد بهجت، وسيتعرض له كل رجال الأعمال الذين سيرفضون سياسات التنظيم السرى للإخوان، وتعرض وسوف يتعرض له السياسيون والصحفيون والإعلاميون وسوف يعانى منه كل المصريين الذين سيكون لهم موقف معارض.

بلطجة الإخوان ضد ساويرس أسبابها كثيرة أولها بالطبع موقفه السياسى المعلن، وهو مناصرته للدولة المدنية الحقيقية عبر تأسيس حزب المصريين الأحرار، والدخول فى تحالفات سياسية ولعب دور بارز فى الانتخابات البرلمانية السابقة، ناهيك عن قناتى ONTV اللتين لعبتا دوراً بارزاً فى مناهضة حكم الإخوان ومن قبلهم العسكر.
لذلك تعرض ساويرس إلى حملة تدمير وتربص شعواء، فعلى سبيل المثال تم رفع دعاوى قضائية ضده بتهمة ازدراء الأديان، والحقيقة أن الأمر لا يخلو من أن ساويرس مسيحى ففى الحالة الإخوانية والسلفية المصرى من الدين المغاير ليس مواطناً، وليس له حقوق بل هو عدو يجب هزيمته وسحقه وإجباره إن أمكن على دخول حظيرتهم الدينية، فكيف لمسيحى أن يكون رجل أعمال ناجحا ويحقق كل هذا الثراء.. كيف لمسيحى أن يصبح رقماً مهماً فى فى معادلة الاقتصاد.. كيف لمسيحى أن يكون له دور سياسى بارز ومؤثر.. الخ.
فهؤلاء يجب أن يحمدوا الله جل علاه على أن التنظيم السرى للإخوان وحلفاءهم يسمحون لهم بالحياة فى دولتهم الإسلامية.
لذلك لابد أن يكون ساويرس عبرة لغير المسلمين، وعبرة للمسلمين الذين يرفضون دولة الإخوان وحلفائهم وعبرة لرجال الأعمال، إما أن تنطوى تحت مظلة الإخوان وإما تبحث عن وطن بديل، وإذا لم تفعل فسوف يكون مصيرك السجن أو القتل.
الكارثة لا تخص ساويرس وحده، ولكنها فى الحقيقة عنوان للصراع بين فصيل ديكتاتورى دموى وبين بلد طويل عريض اسمه مصر.


الجريدة الرسمية