أوهام أبو الغار !
وها هو د. محمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي يستبق الأحداث ويطلق الأحكام جزافا في مقال له في المصري اليوم بعنوان "البرلمان الوهمي" يتهم فيه النظام صراحة بالتآمر لتفتيت وإضعاف البرلمان المقبل، وتبييت النية لذلك منذ وقت مبكر أثناء رئاسة عمرو موسى للجنة الخمسين التي أٌنيط بها إعداد الدستور الحالي، لا لشيء إلا للتبكير بالانتخابات الرئاسية، وتقديمها على انتخابات البرلمان، الأمر الذي جعل "الفار" يلعب في عب "أبو الغار" معتقدًا أن هذا التفكير من جانب اللجنة كان بإيحاء من خارجها.
أما أخطر ما قاله أبو الغار فكان ترغيب مرشحي الأحزاب للانضمام لحزب جديد قيل إنه مدعوم من جهة سيادية.. ثم تعمدت الدولة تأجيل الانتخابات حتى أصبح الوضع محرجًا في الداخل والخارج، وأنه خلال غياب البرلمان أصدر الرئيس أعدادًا هائلة من القوانين بعضها غير دستوري وبعضها يؤسس لدولة بوليسية، بعضها عادل وضروري، وبعضها غير عاجل ولا ضروري..وعلى البرلمان –والكلام لأبو الغار– أن يتصدى لمناقشة كل تلك القوانين خلال أسبوعين في أول انعقاد له.. وهذا مستحيل.
في النظم الديمقراطية يكون للبرلمان دور تشريعي ورقابي قوي على السلطة التنفيذية، أما الدولة الديكتاتورية فترغب في برمان صوري لا يراقب ولا يشرع، وإنما هو فقط لاستكمال ديكور مظهري وهذا ما يبدو أن مصر تريده.. وبغض النظر عن حكم الدستورية فإن الملخص المفيد هو أن الرئيس والدولة لا يريدان برلمانا يؤدي وظيفته الحقيقية، وإذا اضطرا لذلك فليكن برلمانا وهميًا لا قيمة له.. وللموضوع بقية.
