رئيس التحرير
عصام كامل

«غربان الإخوان».. حبيب وسمير وعز يحرضون على الثورة المسلحة.. رفيق حبيب العودة بــ«رسائل الدم».. محمود فتحي صاحب مخطط حرق مصر.. عبدالرحمن عز شير في الشر


من منطلق «إن فاتك الميري...» تتحرك عناصر جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية، في الفضاء السياسي، لا تترك فرصة واحدة دون رفع راية «المشاركة»، تتحدث عن «الزمن اللي فات» وتطالب، في بعض الأحيان، بـ« نسيان ما فات وفتح صفحة جديدة»، لكن مع أول فرصة لـ«العودة» تنتزع من فوق جسدها عباءة «المشاركة» وتعود لسيرتها الأولى وتطالب بـ«المغالبة».


هروب عدد من قيادات الجماعة إلى الخارج، تصور البعض أنه لا يتعدى كونه مشهد النهاية لسيناريو «الجماعة في الاتحادية»، وأن المشاهد التالية، لو تمت كتابة جزء ثان للسيناريو، ستكتفى فيها الجماعة بدور«ثانوى» ومن الممكن أن تطالب بألا يتعدى دورها «الكومبارس الصامت» فالمهم أن تظل متواجدة في المشهد السياسي...!

متابعة تحركات “إخوان الخارج” أو «فلول الجماعة»الذين لم تطالهم المحاكمات تؤكد، أن الحديث عن «دور ثانوى» لا يتعدى كونه «تمويها» لـ«قتل البطل» والعودة لـ«البطولة المنفردة» ما دامت تكون الظروف مواتية، والمنتج لا يبخل على العمل بـ«الفلوس»، والمخرج يؤدي دوره بـ«حرفية».

العودة بـ«رسائل الدم»
يدرك الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة (المنحل)، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية، أنه يلعب “مباراة الإخوان” تحت قاعدة “ورقة الضغط والمغازلة”، فالرجل الذي ما زال دفاعه عن مشروع الجماعة السياسي، وانضمامه لها فيما بعد بمثابة “اللغز”، يعرف حقيقة الدور الذي رسمه له قادة “إرشاد الإخوان”، ويلتزم، في الوقت ذاته، بالخطوات التي رسمها له شيوخ الجماعة.

“رسائل حبيب” واحدة من الدلائل التي تشير إلى أن نائب رئيس حزب الحرية والعدالة(المنحل)، فهم الرسالة الإخوانية جيدا، ويحاول حاليا تمريرها لـ”الشارع السياسي” طمعا في مزيد من العنف والمكاسب أيضا لجماعته وشيوخها.

«اليأس خيانة».. أولى رسائل «حبيب»
بدأ “حبيب” في ضخ منشوراته عبر شبكة الإنترنت منذ يناير الماضي وما زال يمرر كل فترة رسالة جديدة تدعو للعنف “على الطريقة الإخوانية”، وجاءت الرسالة الأولى تحت عنوان “ هل تفشل الثورة ؟ تستمر أم تنتهي؟” وفيها حذر شباب الإخوان من اليأس والإحباط والتفكير في التوقف عن التظاهرات والفعاليات بعد الفشل الرهيب الذين لاقوه في 25 يناير وقلة حشد الجماعة في تلك التظاهرات بشكل لافت للنظر.

رسالة «اللحظة المناسبة».. الجماعة تبحث عن «ساعة الثورة»
“هل تؤجل الثورة... معركة المدى الطويل؟”، عنوان الرسالة الثانية التي أكد فيها “حبيب” لـ”فلول الإخوان” أن الثورة لم تفشل بل من الممكن أن يتم تأجيلها حتى حين اللحظة المناسبة لإعادة إشعالها من جديد، وشدد رئيس حزب الحرية والعدالة المنحل في تلك الرسالة على أن حرب جماعة الإخوان الإرهابية في مصر ليست حرب ساعة بل هي حرب مدى طويل تحتاج إلى المزيد من الجهد والمزيد من الصبر حتى تنجح، على حد مزاعمه.

«الحشد.. ثم الحسم»
وفى رسالته الثالثة يتحدث عن الاستفادة التي حصل عليها الإخوان من الموجة التي أطلقوها في 25 يناير، وأكد رفيق حبيب في تلك الرسالة التي تحمل اسم “موجة يناير.. تطور معركة النقاط” ضرورة تحديد نجاح الإخوان في تظاهراتهم طوال الفترة الماضية وبحث تطوير الأداء بما يكفل المزيد من النجاح خاصة في القدرة على الحشد ومن ثم القدرة على الحسم.

خطايا الجماعة.. «الطمع الإخواني»
كما ناقش رئيس حزب الحرية والعدالة المنحل في الرسالة الرابعة له والتي كانت بعنوان “يناير الجديد والبحث عن توافق” أكبر خطأ وقع فيه الإخوان وأنصارهم في تظاهراتهم في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير المجيدة، حيث أكد أن الفشل في عمل توافق مع القوى الثورية والحزبية الرافضة للنظام المصري الحالي هو السبب الرئيسي في الفشل، مشددا على أن الجماعة وأنصارها إذا كانوا يريدون بالفعل صنع ثورة جديدة كالتي تمت في 25 يناير 2011 فعليهم البحث عن توافق وجمع الجميع حولهم حتى يكونوا قوة أكبر قادرة حقا على التغيير.

تطوير الفعاليات لإحداث التغيير
وواصل رفيق حبيب وضع الخطط لشباب الإخوان من خلال رسالته الخامسة المعنونة بـ”خطة الثورة التصعيد المتتالي” والتي وجه فيها رسالة شديدة اللهجة طالب فيها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بضرورة تصعيد تحركاتهم والعمل على تطوير فعالياتهم حتى يكونوا قادرين على إحداث التغيير الذي يريدونه.

إستراتيجيات استنساخ «يناير مبارك»
ووضع الإخواني الأقل ظهورا في مصر الآن عدة طرق لهذا التصعيد شرحهم في رسالته السادسة التي كتبها تحت عنوان “إستراتيجيات الحسم” شرح فيها عدة إستراتيجيات مهمة يراها من وجهة نظره هي الحل لإنجاح تظاهرات الجماعة، الإستراتيجية الأول تحمل اسم الحشد الشعبي الواسع وفيها يتم العمل على العبث بعقول الشعب واستغلال أزماته ومشاكله من أجل تحريضه على النظام ومن ثم استنساخ مشهد ثورة 25 يناير مرة أخرى وعمل تظاهرة حاشدة بمشاركة شعبية واسعة.

أما الإستراتيجية الثانية في رسالة إستراتيجيات الحسم تتعلق بـ “الحادث الفارق” الذي وصفه حبيب باصطناع أزمة كبرى أو جريمة شنعاء بحق أي مواطن واتهام النظام بها واستغلال الغضب الشعبي الناجم عنها من أجل تحقيق المصالح، وقد تم ذلك من قبل في ثورة 25 يناير حيث تم استغلال حادث مقتل خالد سعيد في إشعال الشرارة الأولى للثورة التي أسقطت الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

وكانت الإستراتيجية الثالثة بعنوان “الخروج المتتالي” وطالب فيها نائب رئيس حزب الحرية والعدالة “المنحل” أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالاستمرار في التظاهر بشكل دوري ومكثف لإنهاك الدولة ومن ثم الانقضاض على السلطة، وحث رفيق حبيب في تلك الرسالة بوجه عام لاختيار قائد ذي خبرة في العمل الثوري لتنفيذ تلك الإستراتيجيات.

الجهاد بـ«الذي هو أعنف»
وفي الرسالة السابعة لرفيق حبيب الموجهة لشباب الإخوان والتي كانت بعنوان “رد الاعتداء واستنزاف الدولة”، والتي نشرها مؤخرا، نصح حبيب أنصار المعزول بضرورة اتباع خطة الإنهاك والتي شرحها المفكر القبطي الإخواني على أنها خطة ليس هدفها مجرد إلحاق ضرر بالنظام بل العمل على إنهاك الدولة نفسها ككل وعلى إثر هذا الإنهاك المتمثل في استهداف الشركات والمؤسسات والخدمات سيسقط النظام في ظل عجزه عن سد احتياجات المواطنين.

مخطط حرق مصر
يحسب لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية، أنها استطاعت «تنقية الجداول» السياسية، كشفت «الإخوانى المتستر«، وأزاحت الغطاء عن «خلاياها النائمة» ومنحت عددا كبيرا منهم «قبلة الحياة».

محمود فتحى رئيس حزب الفضيلة، عضو ما يسمى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، الهارب في تركيا، واحد من الوجوه التي ظهرت على الساحة بعد وصول الجماعة لـ«الحكم»، لم يكن يمثل رقما في المعادلة السياسية، سواء قبل ثورة 25 يناير، أو خلال «سنة الإخوان».

الأشهر القليلة الماضية، كشفت حقيقة الدور الذي من أجله أصبح محمود فتحى رئيسا لـ«الفضيلة»، ففى «مارس» الماضي خرج «فتحى» ليتحدث عن «الثورة الساخنة...الكبار فقط» والتي قال عنها: الثورة الساخنة تستخدم الأدوات الساخنة، التي تستخدم كذلك التكتيكات الساخنة على غرار «الأسِرَّة الساخنة»، وهو تكتيك اتبعته دول شرق آسيا في الصناعة، حيث وفروا أماكن النوم والأكل في المصانع للعمال الذين يعملون في ورديات طوال اليوم، فلا الماكينات تتوقف، ولا مكان النوم يبرد، فهناك دائما عامل يعمل، وآخر يأكل وثالث ينام وبالتبادل، فعندما يصحو النائم ليعمل يأتي آخر لينام مكانه، فيظل السرير ساخنا دائما.

وقال “فتحي»: إن المظاهرات السلمية، التي تمتنع عن الدفاع عن نفسها ولا تهاجم المعتدين عليها،لا يمكنها القضاء على ما وصفه بـ«عصابات الانقلاب» الثلاث فضلا عن إسقاط دولة مبارك العميقة واقتلاعها من جذورها.

وكان الحل المطروح من فتحي «وجود مظاهرات على مدى اليوم بلا انقطاع، وشباب يعملون بالوردية، حيث تقسم المظاهرة الواحدة إلى 3 مظاهرات متتابعة التوقيت، حتى يظل الشارع ساخنا، مع استهداف مناطق الضعف في قوات الأمن، ليتم تعويض «النقص العددي» في المظاهرات بـ«الزيادة النوعية« في تأثيرها» والغرض الذي حدده فتحي «أمران أولهما النجاح في إيقاع خسائر في قوات الأمن مع تقليل الخسائر في صفوف الجماعة.

«فتحي» دعا أيضا لهيكلة 5 آلاف مجموعة أطلق عليها «ثورية» مكونة من 10 أفراد موزعة على محافظات ومراكز الجمهورية، خير من وجود مئات المظاهرات كل مظاهرة قوامها 50 ألف فرد مع حتمية استمرار المظاهرات والتصعيد فيها أيضا.

شير في الشر
لا تزال «ذاكرة اليوتيوب» تحتفظ بلقطات أرشيفية لـ«عبد الرحمن عز» وهو يتواصل مع قناة «الجزيرة القطرية»، متحدثا عن الممارسات الوحشية التي تمارسها وزارة الداخلية ضد «متظاهري رابعة».. ولا تزال تحتفظ الذاكرة ذاتها بالمشهد الذي يتحدث فيه «عز» عن قنابل الغاز التي يواجهها، والطلقات التي تطارده، وأخيرا تحتفظ الذاكرة بـ«مشهد نهائي» يكشف أن «عز» كان يتحدث مع «القناة» من منطقة بعيدة جدا عن منطقة الأحداث التي يصفها، وأنه يؤدي دورا طلب منه تأديته مقابل أن يطير، في وقت لاحق، للأراضي القطرية ويحصل على حق الإقامة، ومصروفاتها أيضا.

مؤخرا، خرج عبد الرحمن عز، ليمارس دور «الناشر» فبعد فشله في إيجاد «صيغة مناسبة» لوجوده في الخارج، لم يجد حرجا من الاستعانة بـ«منشورات» أصدقائه لـ»ترويجها».

«عز» قام مؤخرا بـ«الدعاية» لمؤلف مكون من 76 صفحة يرجع لـ«أحمد سمير» مؤسس حركة أحرار المؤيدة للشيخ «حازم صلاح أبو إسماعيل»، بعنوان معركة الأحرار يلخصان فيه المطلوب من أنصار المعزول في المرحلة المقبلة.

كان الفصل الثالث من الكتاب هو الأخطر على الإطلاق ويسمى بـ «الثورة الحقيقية» وفيه تم شرح عدة إستراتيجيات وخطط ينفذها أنصار المعزول في مصر ومن أبرز تلك الخطط والإستراتيجيات طريقة تحريض الشعب على الرئيس والدولة في بند في الكتاب باسم «كيف نخاطب الجماهير برسالتنا»، وطريقة لإجبار الناس على التظاهر في بند آخر في الكتاب بعنوان «كيف نحرك الجماهير ثوريا»، كما تضمن المنشور الإخواني أيضا الحديث عن الجهاد المسلح وضرورته لإنجاح الثورة في بند بعنوان «الثورة والجهاد».

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية