رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة مظاهرة شرم الشيخ


يخطئ من يتعاطى مع مؤتمر مصر الاقتصادي باعتباره مؤتمرا اقتصاديا فقط فقد جاءت أوربا وأفريقيا وآسيا وجاء العرب ليشاركوا جميعا في أكبر مظاهرة ضد الإرهاب.. ليباركوا خطى مصر في حربها المقدسة ضد أعداء الإسلام والإنسانية.. من فوق أرض مباركة انطلق أكبر تحالف دولى سياسي ضد الإرهاب.. تحالف لا تقوده الإرادة الأمريكية بكل ما لديها من مصالح مع تفخيخ المنطقة.. تحالف حقيقي أعلن عن موقفه الحقيقي.

جاءت أفريقيا إلى دارها الحقيقية واستطاعت مصر بذكاء شديد أن تعيد اللحمة إلى نسيجها.. قال الجميع ودون مواربة، إن دعم مصر هو دعم للاستقرار وللبناء.. عادت مصر إلى مواقعها التاريخية القديمة.. دولة أفريقية عربية.. جزء من آسيا.. تمنح وجهها لأوربا وتتعامل بندية مع القوى العظمى وتصنع طريقا مستقلا لها لتقوم بدورها الريادي من جديد.

إن هذا الزخم الإنساني بمؤتمر شرم الشيخ أعاد إلى الأذهان مصر القوية القادرة المتلاحمة مع أشقائها وجيرانها، قادرة على الإطلال من جديد بوجهها الإنساني العظيم، معطاءة، متفاعلة، متحملة مسئولياتها التاريخية.

لم يكن مؤتمرا يتحدث عن الأرقام فقط، وإنما تعدى ذلك إلى ما هو أعمق وأبعد ليبقى الأهم وهو إصرار وإرادة الإنسان المصري على العبور ببلاده إلى بر الأمان ووأد كل محاولة خسيسة تقوم بها جماعة الشيطان لتستنزف مواردنا وتستنفد جهودنا.. من الآن فصاعدا ليس بيننا مكان للمخربين.. ليس بيننا مكان للإرهابيين.
ولم يعد هناك وقت لكي نشغل أنفسنا بقدراتنا على الحشد والعمل بعد أن نجحنا في وصول الرسالة إلى العالم كله.. رسالة السلام والبناء والمحبة.. رسالة مصر الأبدية .. رسالة شعب صنع فجر البشرية ولا يزال لديه ما يمنحه للإنسانية.
الجريدة الرسمية