رئيس التحرير
عصام كامل

ربع مليون أمريكي يطلبون ملاحقة «الخونة» في الكونجرس


اتسع الانقسام الأمريكي على المفاوضات النووية مع إيران، لينعكس على فرص توقيع إدارة الرئيس باراك أوباما، اتفاق إطار قبل نهاية الشهر الجاري، وتجلى ذلك في توقيع أكثر من 250 ألف شخص عريضة على موقع البيت الأبيض، يطالبون فيها بملاحقة 47 سيناتورًا جمهوريًا، في مجلس الشيوخ قضائيًا بتهمة «الخيانة»، مشيرين إلى أنهم هددوا في رسالة وجّهوها إلى القيادة الإيرانية الإثنين الماضي، بإلغاء أي اتفاق نووي.


كما كان لافتا، أن يحتفل البيت الأبيض بعيد النوروز "رأس السنة في إيران"، في حضور السيدة الأولى ميشال أوباما، وشخصيات بارزة في الجالية الإيرانية- الأمريكية، وأكد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران على خامنئي، ردًا على رسالة الجمهوريين، أن بلاده لن تدع الولايات المتحدة المعروفة بغموضها وخداعها وطعنها في الظهر، أن تفسد إبرام اتفاق نووى مع بلاده.

وتشير العديد من التوقعات، إلى أن مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، ربما تيلغ منعطفًا مهمًا، عند استئنافها في سويسرا بعد غدٍ، في ظل محاولة طرفيها التزام مهلة نهاية مارس الجاري، لإبرام اتفاق، تمهيدًا لتوقيع اتفاق نهائي في يونيو.

واعتبرت العريضة أن جمهوريي مجلس الشيوخ، وبينهم ثلاثة مرشحين محتملين للرئاسة هم تيد كروز وماركو روبيو وراند بول، ارتكبوا خيانة بانتهاكهم قانون "لوجان"، الصادر عام 1799، والذي يمنع تفاوض المواطنين مع حكومات أجنبية بلا تصريح.

ولم يُتهم أي شخص بموجب قانون لوجان منذ العام 1803، ولا يتوقع توقيف أو ملاحقة أي من الجمهوريين المعنيين، لكن العريضة تكشف الطابع المثير للجدل في الرسالة، التي أسف بعض الجمهوريين لإرسالها، فضلا عن أنها تعكس الانقسام العميق في الولايات المتحدة على الملف النووي الإيراني، والمواجهة العسيرة بين أوباما والكونجرس.

في طهران، قال خامنئي لدى استقباله أعضاء مجلس الخبراء الذي يشرف على نشاطات المرشد: «رسالة الجمهوريين تنم عن انحلال خلقي- سياسي في المنظومة الأمريكية، وكلما حقق المفاوضون تقدمًا اتخذ الأمريكيون موقفًا أكثر تشددًا وتعنتًا وصرامة»

وتابع: «مسئولونا يعرفون ما يجب فعله لمنع نكص الإدارة الأمريكية بتعهداتها في حال التوصل إلى اتفاق، ويضم الفريق الذي اختاره الرئيس حسن روحاني، عناصر مؤتمنين وحريصين يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق مصالح البلاد.

واستدرك خامنئي: «كلما اقتربنا من إنهاء المفاوضات تصبح لهجة الطرف الآخر، خصوصًا الأمريكيين، أكثر حدة وتشددًا وتصلبًا». ووصف اتهامات واشنطن لطهران، بالتورط في الإرهاب بأنها «مضحكة».

كما انتقد "خامنئي"، قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في الخطاب الذي ألقاه أمام الكونجرس مطلع الشهر الجاري، والذي قال فيه إن الولايات المتحدة تتفاوض على اتفاق سيء مع إيران وقد يؤدي إلى كابوس نووي، ووصف "خامنئي"، نتنياهو بأنه «مهرج صهيوني».

وجدد المرشد دعوته إلى تنويع مصادر الاقتصاد الإيراني، وعدم الاكتفاء بعائدات النفط، لتحجيم تأثيرات العقوبات الغربية.
الجريدة الرسمية