رئيس التحرير
عصام كامل

القومي للطفولة يدين تجنيد داعش للأطفال ويطالب بتحرك المجتمع الدولي



أبدى المجلس القومى للطفولة والأمومة بمزيد من القلق والاستنكار ما بثه تنظيم داعش الإرهابى، والذي يستغل فيه طفلًا لم يتجاوز عمره 11 عامًا، في إعدام شاب فلسطينى رميًا بالرصاص، والذي يؤكد جليًا أمام أعين العالم أجمع إلى أي مدى وصلت إليه تلك التنظيمات من ناحية الأفكار المتطرفة، واصفًا أن تجنيد الأطفال في إطار هذا التنظيم يتنافى مع المبادئ السمحة للأديان السماوية، بل تعتبر جريمة في حق الإنسانية وتعد انتهاكًا جسيمًا في حق الأطفال، يجب التكاتف في مواجهته بشدة وبحسم قبل استفحال نتائجه الوخيمة.


وقالت الدكتورة عزة العشماوى الأمين العام للمجلس أن براءة وحقوق الأطفال في خطر، ولابد من أن يقوم المجتمع الدولي والمهتمين بحقوق الطفل في العالم بالتفكير المتعمق لهذه الواقعة التي تنبئ بالمخاطر التي تحيط بحقوق الطفل التي وصلت إلى أدنى مستوياتها على يد التنظيمات الإرهابية، مطالبة الأمم المتحدة بمناقشة هذه الجرائم، والبحث عن حلول لها على كافة المستويات.

وأضافت أنه يكفى أن نتخيل أن هذا الطفل وغيره ممن تربوا على تلك الأفكار، هم نواة لجيل من الشباب، فماذا ننتظر منهم سوى ما تم بثه في عقولهم من أفكار هدامة وقتل وتعذيب، والأدهى ربطها بالدين الذي هو منهم براء، فالدين الصحيح ما قاله على سبيل المثال الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل" وغيرها.

وأوضحت أن المجلس القومى للطفولة والأمومة قد سبق وأن حذر من إعلان داعش تخريج أول كتيبة أطفال إرهابية تحت مسمى "أشبال التوحيد" والتي تضم أطفالا تتراوح أعمارهم بين 12، و13 عامًا تم تدريبهم على استخدام السلاح وتنفيذ عمليات انتحارية بهدف استخدامهم في المواجهات القتالية، حيث تتنافى مع المبادئ الإنسانية المتعارف عليها وفقا للاتفاقية الدولية للأمم المتحدة لحقوق الطفل والبروتوكول الاختيارى حول مناهضة مشاركة الأطفال في النزاعات المسلحة.

وأكدت الأمين العام للمجلس على ضرورة تكاتف وتكثيف الجهود في التربية والتعليم والثقافة والإعلام والمجتمع المدنى وتبنى برامج غرس الانتماء والوطنية لدى الأطفال في المدارس وقصور الثقافة وبرامج التربية الوطنية والتنشئة السليمة لدى الأطفال في المراحل العمرية المختلفة ليكونوا بمنأى عن الأفكار المغلوطة والمتطرفة.

كما أكدت على أهمية تفعيل ما نص عليها دستور مصر 2014 والتي تهدف لحماية أطفال مصر من براثن الإرهاب حيث نصت المادة 19 من الدستور على أن "التعليم حق لكل مواطن هدفه بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية".

يذكر أن البروتوكول الاختيارى للاتفاقية الدولية للأمم المتحدة لحقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة والذي تضمنت (المادة 1) من الأحكام الأساسية للبروتوكول، أن تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الممكنة عمليًا لضمان عدم اشتراك الأطفال الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر اشتراكًا مباشرًا في الأعمال الحربية ويعد هذا الحكم أهم أحكام البروتوكول الجديد، حيث يمثل تقدمًا واضحًا بالنسبة لما يوفره القانون الدولي من حماية للأطفال كما أنه يعزز النزعة الراهنة نحو إبقاء الأطفال جميعًا بمنأى عن أهوال النزاع المسلح، وعن الاشتراك في الأعمال الإرهابية على وجه الخصوص.

ومن بين المواثيق الأخرى التي تعكس هذه النزعة الميثاق الأفريقي لحقوق ورفاه الطفل لعام 1990 واتفاقية منظمة العمل الدولية لعام 1999 بشأن حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والعمل الفوري من أجل القضاء عليها والتي انضمت إلى هذه الاتفاقية 182 دولة.
الجريدة الرسمية