رئيس التحرير
عصام كامل

اتهامات وأوجاع صاحبة الجلالة !


الاتهامات الموجهة للصحافة والإعلام كثيرة، فالإعلام الخاص - صحف وفضائيات - متهم بالتركيز على السلبيات وتهويل المثالب والسقطات وإغفال الإيجابيات وعدم تقديم حلول للمشكلات والخروج بالنقد عن حدود المباح وخرق تقاليد المهنة ما ولد إحباطات لدى المواطن.. والإعلام الرسمي متهم بالانحياز للحكومة "عمَّال على بطال"، صارفًا النظر عن أخطائها وهو ما تغير بعض الشيء بعد الثورة، والجانبان (الإعلام الرسمي والخاص) متهمان بالإغراق في المحلية والانكفاء على قضايا الداخل وكأنهما يخاطبان أنفسهما غافلين عن أهمية الرأي العام العالمي ودوره في تحريك سياسات الدولة والتأثير عليها.


وهناك فريق آخر يرجع عزوف الناس عن الإعلام - صحفه وفضائياته - وخصوصًا برامج التوك شو إلى شيوع السطحية وافتقاد المهنية والموضوعية ومجافاة الصدق، والتناول المعمق للظواهر والمشكلات بتحقيقات مميزة وصورة معبرة جذابة، وغياب الجرأة في تناول ما يهم الناس وهي آفات إعلامية تسبب فيها غياب التواصل بين الأجيال وتداول الخبرات وشيوع الفردية والعشوائية وهو ما يفسر غياب كفاءات فذة مدربة على شاكلة جهابذة الصحافة القدامى في ظل كثرة هادرة تلهث وراء لقمة العيش وليس السبق أو النجاح..وتكاثرت في المقابل صحف لم تراع أخلاقيات المهنة وراحت تنهش في الأغراض بلا رادع حتى ترسخت في الأذهان صور سيئة للإعلاميين الذين ينظر إليهم على أنهم متحولون ينافقون ذوي المناصب والمال.

أوجاع الصحافة كثيرة وخصوصًا الصحف الورقية في ظل المنافسة الشرسة للمواقع الإلكترونية والصحافة التليفزيونية؛ الأمر الذي يستلزم وجود مجلس نقابة قوي ونقيب قادر على قيادة السفينة نحو بر الأمان وضبط الأداء وإعادة ترتيب البيت الصحفي وتوفير مقومات حقيقية لنجاح المنظومة الصحفية وتوفير العيش الكريم والعلاج والمسكن والرعاية الكاملة للصحفيين وأسرهم ووضع لائحة عادلة للأجور وتشريعات ملائمة للصحافة، تضمن الحرية وتوفر المحاسبة، وتمنع الانفلات بقواعد شفافة صارمة !
الجريدة الرسمية