معركة تكسير العظام بين أردوغان ورئيس وزرائه.. الرئيس التركي يلعب بورقة جول.. ويعيده للحياة السياسية عقابا لأوغلو.. تهديدات بإقصائه من رئاسة «العدالة والتنمية».. ومخطط لتحويل النظام البرلماني
بعد أن استولى رجب طيب أردوغان، على كرسي الرئاسة التركي، وأسند رئاسة الوزراء ورئاسة حزب العدالة والتنمية لذراعه اليمنى أحمد داوود أوغلو، ظن الكثيرون أن الأوضاع ستستقر وتسير في هدوء على ذلك، غير أن الخلافات المتصاعدة بين الرئيس وذراعه اليمنى بدت واضحة بقوة على الساحة التركية إلى حد بدأ فيها أردوغان فعليا بالإطاحة بأوغلو لتحقيق مصالحه.
عودة جول
إعلان أردوغان مؤخرا ترحيبه بعودة الرئيس التركي السابق عبد الله جول، إلى الحياة السياسية لفت الأنظار إلى تخطيط أردوغان الإطاحة بأوغلو من رئاسة الحزب وإسناد المنصب لجول بدلا منه، رغبة في إحكام قبضته على الحزب الحاكم لضمان تأييد مطلق لتحويل الدولة للنظام الرئاسي بعد السيطرة على النسبة الأكبر من مقاعد البرلمان.
النظام الرئاسي
وفي هذا الإطار، أثارت صحيفة "حرييت ديلي نيوز" التركية تساؤلا بشأن تخطيط أردوغان لاستخدام جول كوسيلة للضغط على أوغلو في المرحلة المقبلة، والتي ستشهد محاولات مستميتة من أردوغان لسيطرة نواب حزب العدالة والتنمية على أغلب مقاعد البرلمان التركي من أجل تمرير تعديلات دستورية تهدف لتحويل النظام التركي إلى النظام الرئاسي بدلا من البرلماني وإعطاء كل الصلاحيات للرئيس بعد سحبها من يد رئيس الوزراء.
خلافات أوغلو وأردوغان
الخلافات بين أوغلو وأردوغان خرجت للضوء بعد أن أعلن الأخير ترأسه لمجلس الوزراء التركي في 19 يناير الماضي، وهو ما يعتبر تعديا على صلاحيات أوغلو كما أنه مخالف للدستور، بالإضافة لتصريحاتهم المتضادة بشأن استقالة حاكان فيدان، رئيس المخابرات التركي من منصبه منذ فترة للترشح للبرلمان.
شرخ بالعدالة والتنمية
وبما أن أردوغان معروف بإعطاء ذاته حقا مشروعا للسير في أي اتجاه يحقق مصالحه، بدأ الرئيس التركي في اللجوء مجددا لجول وإعلان الترحيب بعودته للحياة السياسة بعدما خرج أوغلو عن طوعه وبدأ يخالفه في الكثير من المواقف الداخلية أو الخارجية، مما تسبب أيضا في خلق صراع داخل صفوف الحزب الحاكم كما قالت الكثير من وسائل الإعلام التركية.
من جانبه، رأي الكاتب التركي، نازلي إيليجاك، أن أردوغان يعول على عودة جول للحياة السياسة في جني المزيد من الأصوات لصالح حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية اعتمادا على ثقله السياسي بالدولة التركية.
ضبابية المرحلة
وتوقع إيليجاك، أن جول لن يقبل اعتماد النظام الرئاسي في تركيا كما يظن أردوغان، فيما رأي الكاتب طه أكيول أن جول لن يقبل من البداية أصلا العودة للساحة السياسية بعد إبعاده قسرا عقب انتهاء ولايته في رئاسة الدولة التركية بسبب ضبابية الفترة الحالية وعدم وضوح الرؤية السياسية على الساحة التركية وهو ما سيرفض أن يزج بنفسه فيه.