رئيس التحرير
عصام كامل

جويدة وحامد.. ولماذا وصفا إعلامنا بالفشل !



تعالوا ندقق ونحلل ما قاله الكاتبان الكبيران فاروق جويدة ووحيد حامد، فالأول يقول: "إن مصر والمصريين لا يعانون فقط من الإرهاب الدموي في الشوارع لأن الإرهاب الإعلامي يمارس أسوأ أنواع التدمير، وهو يحاصر الأطفال كل ليلة، وكأنها الحرب العالمية الثالثة، وصارت الفضائيات سلاحًا من أسلحة الدمار الشامل حيث جلس رجال الأعمال وراء منصاتهم الإعلامية، وكل واحد استأجر فريقًا من الشتامين، وفرشوا الملاية للجميع "..وتساءل جويدة: من أعطى هؤلاء هذه الصلاحيات أن يتحدثوا باسم الدولة وباسم الشعب، وهم لا يدركون ما يقولون.. ما هذه لغة الحوار الهابط.. ووصف كاتبنا الكبير الإعلام بـ " المنفلت " وبأنه أداة لتقسيم المجتمع.


أما الأستاذ وحيد حامد فقد قال اغضبوا.. فالإعلام المصري الرسمي الغارق في الفشل حتى أذنيه والمشبع بالجهل والتخلف وانعدام المواهب وغياب الرؤية السياسية والاجتماعية والإنسانية.. المفروض أن يكون إعلامًا للناس فأصبح بعيدًا عن الناس.. تجمد ولم يطور نفسه فكريًا وفنيًا وثقافيًا، وصار بليدًا سخيفًا في برامجه، وتافهًا في اختيار قضاياه، وبطيئًا في نقل الأحداث.. بات مملًا كأنه العجوز الثرثار الذي يحكي ما سبق أن حكاه من قبل..وأيضًا اغضبوا من الإعلام الخاص الذي تموله شركات الإعلانات؛ إعلام الإثارة والبحث عن الفضائح والمتاجرة بآلام الناس ومظاهر فقرهم..

إعلام النميمة وتسطيح العقول ونشر الوهم.. الإعلام الذي يبث السم في العسل، ويزرع الشك في النفوس، ويثير العواصف في الوقت الذي ليست فيه عواصف..الإعلام الذي يصنع من الحبة قُبة، ويرى أنه النيابة والقضاء، متجاهلًا القضاء والنيابة.. الإعلام الذي يلوث عقول البسطاء بواسطة هؤلاء الذين لا نعرف لهم هوية محددة ولا انتماء معينًا لأنهم كل يوم بحال، وإن كان أغلب أحوالهم ضد ثورة هذا الشعب وإن هتفوا باسمها.. سمعت من مصدر موثوق به أن إحدى شركات الكازوزا أمريكية الأصل تشترط لبث إعلاناتها في إحدى برامج التوك شو أن يقدمه مقدم برامج معين، ومن هنا ندرك تأثير أموال الإعلانات على سياسة القنوات الفضائية..

نقول إن شركة الإعلانات هي الراعي الرسمي لكل برامج السحر والعفاريت والفضائح والرذائل والبحث عن قضايا الشذوذ والاغتصاب وكل ما هو غريب ومثير.. في الوقت الذي تتجاهل فيه كل ما يهدف لإعادة بناء المواطن وتصحيح الأفكار الخاطئة في حياته اليومية. لقد فقد الشارع المصري انضباطه وسائر أخلاقه بفضل الثقافة الجديدة المنحطة التي يبثها الإعلام. وأصحاب القنوات الفضائية في الغالب هم رجال أعمال لهم مصالح مختلفة، ومهما يكن حسن نواياهم فإن مصالحهم الخاصة تسبق مصلحة الوطن..".
ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية