أمريكا ليست "شيطان رجيم ولا ملاك بأجنحة"
أظن أنك لو حاولت مثلى أن تتأمل ردرد الأفعال العنيفة على زيارة وزير الخارجية الأمريكى، فربما ستصل إلى هذه النتائج:
- مازال كثيرون يتعاملون مع الإدارة الأمريكية على أنها الشيطان الرجيم، وذلك من خلفية أيديولوجية فمهما فعلت هذه الإدارة فسوف يقفون ضدها حتماً، هذا الخطاب الأيديولوجى كان يتبناه الإخوان قبل الثورة ومعهم قطاعات واسعة من اليسار، فكان الغرب "كله على بعضه" الشيطان الأكبر وهو منطق يتطابق تماماً مع موقف الملالى الذين يحكمون إيران. طبعاً بعد أن تولى التنظيم السرى للإخوان الحكم تغير موقفه تماماً، وأصبحوا يبحثون عن مصالحهم المباشرة وليس طبعاً مصلحة البلد.
- الملاحظة الثانية أن هناك كثيرين يتحدثون عن أن الإدارة الأمريكية تبحث عن مصالحها وكأنها اكتشاف، كثيراً ما يقولونها باعتبارها سبة أو نقيصة، فى حين أنها ميزة لهذه الإدارة التى يهمها مصلحة ناخبيها داخل الولايات المتحدة الأمريكية. ولابد أن يلصقوا ذلك بأن هذه الإدارة لا يهمها أبداً تحقيق الديمقراطية.
- الملاحظة الأخيرة أن البعض يؤكد ويؤكد ويؤكد أن الإدارة الأمريكية لا يهمها أبداً تحقيق الحرية والديمقراطية، وذلك تأكيداً لأنها تبحث عن مصالحها وليس مصالحنا.
هذه هى الملاحظات إما المطلوب هو أن نكون مثل الإدارة الأمريكية بالتمام والكمال، أى نبحث عن مصالحنا مثلما يفعلون لا نتحرك من موقف أيديولوجى مسبق، سواء كانت خلفيته دينية أو يسارية. هذا أولاً وثانياً أن الغرب وأمريكا يتمنون أن تكون بلادنا تنعم بالحرية والديمقراطية، فهذا على المدى الطويل يؤمن لهم مصالحهم أكثر. ولكن إذا تحققت هذه المصالح عبر أى نظام حكم فليست هناك مشكلة. فالمصالح الغربية والأمريكية تتحقق مع نظام حكم مثل السعودية ولن تكون أولوياتهم حقوق الإنسان فى السعودية أو قيادة النساء للسيارات.
الخلاصة أن الخطأ ليس فى الإدارة الأمريكية ولكن فى تعامل النخبة السياسية حاكمة أو معارضة، فنتمنى أن نكون مثل الألمان أو اليابانيين الذين خاضوا حربين عالميتين وتم احتلال بلادهما، ولكنهم تعاملوا بنفعية وبمنطق المصلحة وأصبحتا الآن من القوى العظمى فى العالم.