الهيدروجين والنيتروجين والكربون
لا أحد يدري لماذا يحتوي الكون على ٩٧ في المائة من الهيدروجين، ويتكون الهواء الجوي من ٧٨ في المائة من النيتروجين، ويكون الكربون البناء الأساسي للحياة، ونحو عشرين في المائة من كتلة جسم الإنسان.. سبحان الحي الباقي..
والكربون هو المكون الآخر لأول أكسيد الكربون ولثاني أكسيد الكربون، والأول هو سم والثاني هو المشكلة القادمة للـ Home Species، وأهم ما فيهم أحفاد القاتل بني البشر.. الذي هو أنا وأنت.. ثاني أكسيد الكربون موجود طبيعيا في الجو، كأحد مكونات دورة الكربون التي وضعها المولى عز وجل في الأرض، ولازمة للحياة وتجدها في الجو والمحيطات والتربة والنبات والحيوان.. لقد أخل الإنسان بتوازن دورة الكربون كما أخل بمكارم الأخلاق.. زادت كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو واحتبست الحرارة، كما زاد الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، وزاد البطش والظلم والجشع واحتبست النفس اللوامة.. وأدت أنشطة الإنسان إلى التأثير على قدرة امتصاص ثاني أكسيد الكربون.. وارتفعت درجة حرارة الحافرة، وبدأت الثلوج في الذوبان وهنا الطامة الكبرى.
المعروف علميا أن ٧٠ في المائة من سطح الأرض مغطى بالماء، أي أن البحار والمحيطات تحتوي على نحو ٩٦ في المائة من المياه، وتبلغ المياه الجوفية نحو واحد وثلاثة أرباع في المائة، ومثلها في القطبين Ice Caps والمياه الأرضيّة ومياه الثلوج هي مياه عذبة.. ومياه الثلوج تتركز في القطبين، وهذه الثلوج تراكمت عبر الدهر وهي صلبة مدكوكة وتصلح لهبوط الطائرات، ويبلغ حجمها نحو ثلاثين مليون كيلومتر مكعب، فإذا ارتفعت درجة حرارة الراجفة وتذوب هذه الثلوج الضخمة، فأين تذهب المياه؟
إلى البحار والمحيطات وترتفع مناسيب المياه وتغطي جزءا كبيرا من اليابسة وتهلك الحرث والنسل.. لكن هذا يحتاج وقتا طويلا.. لم تبدأ أشراطه بعد.. المهم أن نعرف المشكلة ونستعد لها، ولا نتركها كما فعل العميل الذليل مع مشكلة سد نهضة أثيوبيا وخيبة المحروسة.. يجب الاشتراك في الدراسات العالمية التي تتم الآن ونطبقها على مصر والمنطقة حولنا؛ لكي نحاول أن نتوقع ما يمكن أن يحدث لنا، ونأخذ في الاعتبار عامل ثاني أكسيد الكربون في كافة مشاريع التنمية.