رئيس التحرير
عصام كامل

فما بال "النجلنة"!!


انتقدت كاتبة معروفة قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى، لأنهم يتحدثون عن الشعب والشارع ثم تعرضت لعهدى الرئيسين السابقين السادات ومبارك، مشيرة إلى أنهما شهدا ظاهرتى ''الجوجنة'' و''السوزنة'' نسبة إلى زوجتيهما.

قطعا لا نحجر على قناعة الكاتبة، لكن ألم تر أو تسمع قادة الإنقاذ يصرخون ليل نهار من أجل لم شمل شعب تقطعت أوصاله على يد الإخوان، ومنع حرب أهلية تنزلق إليها مصر منذ أن وقعت فى براثن "فاشية" مرسى والإرشاد، الذين يتخذون من إيران الصفوية القمعية مثالا يحتذى، لكن باختلاف أن بلاد فارس فيها "ولى فقيه" واحد، إنما فى مصر يتلقى مرسى التعليمات من "قبيلة إرشاد" يقودها بديع والشاطر وثالثهما غزلان.
وإذا كان لزوجتى الرئيسين السابقين السادات ومبارك أنشطة وتأثير، فإن ذلك لم يحدث إلا بعد سنوات من الحكم وليس بعد أيام معدودة بأسلوب استفز الشعب كله، كما فى ظاهرة "النجلنة" نسبة إلى السيدة نجلاء حرم الرئيس مرسى!!
عندما تولى مرسى الحكم نقلت صحيفة "انترناشونال هيرالدتربيون"، عن أم أحمد زوجة أول رئيس مدنى لمصر: "كل ما أريده هو العيش فى مكان بسيط أؤدى فيه واجباتى كزوجة، إن مكاناً مثل القصر الرئاسى يعزلك كلياً عن العالم الذى يعيش فيه الناس، والبعد يقسى القلب".
حقيقة كلمات بسيطة فى ظاهرها وعميقة فى باطنها أدلت بها أم أحمد قبل أن يفتنها وأولادها بريق وشهوة السلطة بسرعة البرق!!
بدأت ظاهرة "النجلنة"، عندما ذهبت زوجة الرئيس للعزاء فى شهيد الإخوان إسلام مسعود، وتجاهلت تماما أسرة شهيد حركة "6 إبريل" جابر صلاح "جيكا"، كما لم تعز أو تواس أسر قتلى مأساة قطار أسيوط وضحايا يسقطون يوميا منذ عرفت مصر الحكم الإخوانى المشئوم.
إذن "النجلنة" لا تعترف فى مصر إلا بالجماعة والعشيرة ومن ينتمى إليهم حزبيا وسياسيا.
وفى وقت عصيب تنزف فيه دماء المصريين فى الشوارع، من عنف الأمن والإخوان فى مواجهة متظاهرين يرفضون النهج الغبى فى الحكم والحمق السياسى، لا تأبه زوجة مرسى بالفوضى ولا الجنازات التى تملأ المدن المصرية، وتبحث عن الاستجمام والابتعاد عن التوتر، بصحبة أولادها وزوجات قياديين فى الجماعة وفى "طابا" يستبد بهم البذخ ويهدرون الملايين بين طائرة خاصة وأجنحة رئاسية وملكية، واتصالات دولية بالساعات و"مساج"، سواء كان بالطرق المعروفة أو "مساج" شرعى تبيحه الجماعة، وما إن طالب الفندق الرئاسة بتسديد ملايين تكلفتها إقامة الأسرة، حتى تناقضت وتعددت الأقوال الرسمية كما العادة. رغم وجود قرار رئاسى "بتأمين إقامة أسرة مرسى فى مدينة هادئة بعيدا عن مخاطر المظاهرات التى تجتاح البلد، مع اعتماد جميع الأموال اللازمة من صندوق الخدمات العاجلة برئاسة الجمهورية".
لم تنته ظاهرة "النجلنة"، وهناك الكثير مما خفى، لكن تكفى المظاهر التى تصحبها فى الحل والترحال، فأى مكان تذهب إليه تحيطه عناصر الشرطة وعدد من قيادات الأمن وحواجز حديدية، تعطل مصالح الناس حتى تغادر زوجة الرئيس، أما الموكب المرافق لها فيضم ثلاث سيارات BMW، بالإضافة إلى 8 سيارات شرطة و4 درجات نارية.
وفيما يخص أبناء أم أحمد، فهم أيضا فى عجلة من أمرهم، وعاشوا الأجواء سريعا، فهذا أحدهم يستقل سيارة BMW ويشتم ويهدد عناصر الأمن، لأن أحدهم لم يتعرف عليه. فيما الثانى الذى تخرج للتو تأتيه وظيفة تمثل أقصى طموح آلاف المصريين حملة الدكتوراه والماجستير، ممن يعانون البطالة لأنهم ليسوا أبناء مرسى، أما ثالثة الأثافى فهى ملايين الدولارات التى بدأت تدخل حساب الابن الأكبر بعد تولى والده الحكم بأسبوعين ومن دول مختلفة.. ومع كل المصائب التى تنهال على البلد فى ظل الحكم الإخوانى، يستغرب البعض من غضب وثورة الشعب المسحوق الذى وجد نفسه ضحية مؤامرة كبيرة طرفها الأساسى جماعة إرهابية محظورة.

الجريدة الرسمية