رئيس التحرير
عصام كامل

هل يجوز الزواج فى عهد مرسى ؟


يعيش الشباب المصرى هذه الأيام فى حالة إحباط شديد وبدأوا يشعرون بفقدان الأمل لأنهم يرون أن الواقع يزداد مرارة ولا أحد يهتم بهم ولا ينظر إليهم وأخص بالذكر شباب الطبقة الكادحة التى تسعى لتوفير معيشة كريمة فى جميع جوانب الحياة.


ظل الشباب يسمع وعودًا من الرئيس الحالى عن صرف بدل بطالة وتوفير فرص عمل وبناء شقق سكنية ولكن تلك الوعود كانت نهضة زائفة وسحابة صيف واختفت دون الإدراك بطاقة شباب مصر وعدم اعتبار لغضبهم لأنهم عندما ثاروا أسقطوا نظامًا لم يقدر الإخوان ولا السلفيون على مواجهته واستطاع الشباب إسقاطه فى 18 يومًا فقط.

وبصفتى أحد شباب هذه الطبقة البسيطة بدأت أشعر بمعاناة كبيرة وسببها الوحيد هى غيبوبة النظام فدورى كصحفى أن أسعى فى خدمة الناس والتخفيف عنهم وتوصيل مشاكلهم إلى المسئولين والآن أصبحننا ننحت فى الصخر وأقولها بكل صراحة أن كل الأقلام التى تكتب والألسنة التى تنطق والعقول التى تفكر لا قيمه لها فى العهد الجاهل الحالى رغم قيمة ورفعة تلك العقول ولكن لا يعترف بها هذه الأيام.

فالمصريون يموتون من الجوع ويقتلون بأيدى مصريين مثلهم ويسحلون ويدهسون بسيارات الحكومة من أجل إحياء نظام فاشل فاقد الوعى والإدراك لم يصله صوت الغلابة.

طوال عمرى المهنى أسعى لعمل رسالة فى حياتى أتركها تعيش بعد مماتى ولكن هذا العهد لايساعد على ذلك فكل يوم أسمع من أصدقاء وشباب وشيوخ معاناة كبيرة لا يتصورها أحد وأفكر جيدًا ماذا أفعل بجوارهم بعد أن أؤدى عملى وأعرض أوجاعهم؟

الشاب فى هذا العهد إذا لم يكن من أسرة ميسرة تسانده كى يتزوج فلن يستطيع أما إذا كان من أسرة بسيطة فماذا يفعل؟ لم يجد وظيفة ولم يجد بدلًا للبطالة ولم يجد شققًا حكومية ولن يستطيع تكوين أسرة وعندما يجلس ليسمع خطابًا أو حوارًا للرئيس يصاب بشلل من كثرة الإحباط مما يسمعه من تطوير وتعمير واقتصاد زاهر وكأن تلك البلد ليس بها معاناة.

فضمن إنجازات النظام الحالى أن مستشفيات الصحة النفسية والعصبية اكتملت وأصبحت بلا أسرة فارغة وأن نسبة الإقبال على العيادات النفسية والعصبية الخاصة أصبح بالمئات وذلك بناء على تقرير من وزارة الصحة، وأكثر النتائح تكون اكتئابًا، متى ستشعر أيها الرئيس بمعاناة الناس متى ستقترب منهم، لم تزر أى محافظة لرؤيتها على الطبيعة ولم تسمع من الشباب شكاواهم ولم تفعل أى شىء سوى اللقاءات والحوارات واعتماد القرارات الخاطئة.

فيا أهل هذا البلد..أعلم أن صوتى لن يصلكم جميعًا ولكن سأكتب وعلى الله البلاغ، لا تندمجوا مع مشاكل الحياة وأدوا ما عليكم من واجب لأننا سنسأل أمام الله عن كل لحظة فى حياتنا منذ ميلادنا وحتى وفاتنا..اتركوا رسالة فى حياتكم تكون خلودًا لكم بعد مماتكم ولا تعطوا الفرصة للنظام الحالى أن يميت أحلامكم، لأن الأمل فى الله وليس فى العباد.

الجريدة الرسمية