رئيس التحرير
عصام كامل

اليمن ذاهبة إلى التقسيم.. المبعوث الأممى يلوح بسيناريو الدولتين.. مراقبون يحذرون من التصعيد والحرب الأهلية.. صراع يتجسد فى النفط والغاز.. عناد حوثى وسط دعم إيرانى.. ومؤشرات على سقوط دولة عربية جديدة


فيما يبدو أن اليمن ذاهبة إلى التقسيم، بطريق أو بآخر، مع وجود عاصمة مؤقتة في الجنوب، وسيطرة الحوثيين على العاصمة التاريخية للبلاد.

حل الدولتين

قالت مصادر سعودية وعمانية ومصادر استخبارية غربية لصحيفة "العرب اللندنية": إن مفاوضات تجري في اليمن لإيجاد حل للأزمة القائمة من خلال الاعتراف بدولتين في الشمال والجنوب.

وبعد يوم واحد من زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن، التقى جمال بن عمر المبعوث الأممي إلى اليمن الرئيس هادي، وقالت مصادر: إنه طرح فكرة حل الدولتين عليه.

ولجأ بن عمر إلى التجاوب مع هذا الاقتراح على ما يبدو بعد انتشار الإحباط الذي سيطر على اليمنيين جراء فشله في جهود التوصل إلى حل للأزمة منذ تعيينه في منصبه.

مخاطر التقسيم

ونجحت ميليشيات أنصار الله الحوثية في السيطرة على أجزاء شاسعة مما كان يعرف قبل الاتحاد الذي أقر عام 1990 بـ"اليمن الشمالي".

ويقول مراقبون: إن خيار التقسيم لن يخرج اليمن من أزمته الحالية وإنما سيتجه بالبلاد إلى حرب أهلية محققة.

ويتمتع الشمال بثروة نفطية كبيرة لكنه يعاني من أزمة مياه إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر بنسب تنذر بإمكانية حدوث كارثة إنسانية.

الصراع على النفط

ورغم ذلك، يحاول الحوثيون المرتبطون ارتباطا وثيقا بإيران، إحكام سيطرتهم على المناطق المتبقية في الشمال، من بينها محافظتا مأرب وتعز الغنيتان بالنفط.

وترتبط الحقول النفطية في محافظة مأرب بخطوط تصل إلى ميناء "رأس عيسى" النفطي الذي يقع ضمن مناطق سيطرة الحوثيين.

كما تتصل آبار الغاز الطبيعي في مأرب بمحطة تصدير الغاز المسال في بلحاف بمحافظة شبوة على السـاحل الجنوبي لليـمن.

ويقول مراقبون: إنه في حالة القبول بفصل الدولتين فإن الجنوب والشمال سيكونان مجبرين على التعاون فيما بينهما لتصدير الغاز، وأن سيناريو التوتر بين جنوب السودان وشماله سيتكرر بدوره في اليمن إذا ما انعكست الخلافات السياسية على الروابط الاقتصادية بين الجانبين.

رفض حوثي

واستبعدت وكالة "ستراتفور" الخاصة للخدمات الاستخباراتية في تقرير لها قبول الحوثيين بفصل الجنوب عن الشمال في اليمن.

وقالت: إن جماعة الحوثيين لن تقبل بهذا الحل الذي قد يتركها في مواجهة متاعب سياسية واقتصادية جمة إلا في حالة التوصل إلى اتفاق يمنحها سيطرة كاملة على مصادر الطاقة في محافظة مأرب.

دعم إيراني

وسرعان ما التقطت طهران مقدمة هذا الخيط وبدأت في إقامة جـسر جوي لمساعدة أصـدقائها الحوثيـين فـي الخروج من مأزقهم الاقتـصادي وعـزلتهم السياسية بعدما اعتبرت قـوى إقليمـية ودولـية أن سيطرتهـم على العاصـمة اليمـنية صنـعاء يـعد انقـلابا علـى الشـرعيـة.

وحطت أول طائرة إيرانية أمس في صنعاء غداة توقيع اتفاقية بين طهران ومسئولين في الطيران المدني اليمني لتسيير رحلات مكثفة بين العاصمتين الإيرانية واليمنية في ظل مقاطعة دولية متزايدة لصنعاء التي يسيطر عليها المسلحون الشيعة.
الجريدة الرسمية