رئيس التحرير
عصام كامل

اليأس خيانة!


إذا كان ثمة إجماع على أن مصر تعايش خطرًا حقيقيًا من كل جانب، يصبح اليأس في المعركة خيانة وتوهين الهمم وتثبيط العزائم وتشويش الرأي العام بقضايا خلافية وإحداث بلبلة في الشارع أشد جرمًا وفظاعة من الخيانة ذاتها.. فالأمم الكبرى ما حققت الانتصارات في معاركها إلا بالالتفاف حول الرمز الوطني والقيادة والتوحد خلف الأهداف العليا للوطن.. 

لكن هذه المفاهيم يبدو أنها لم تصل للبعض عندنا أو وصلت إليهم لكنهم يصرون على خذلان الدولة في ساعة العسرة وضربها في أعز ما تملك وهو تماسك الجبهة الداخلية.

دلوني على أمة منتصرة انشغل بعض أبنائها بمعارك جانبية، ومارس بعضهم لعبة دس السم في عسل الإعلام ومقالات الرأي.. فما بالنا ومصر تخوض حرب وجود أقحمها فيها بعض أبنائها العاقين الخائنين من دعاة الإرهاب والضلال الذين يستحلون الدم وكله حرام، والفتنة وهي أشد من القتل، والخيانة وهي أعظم آيات الفساد فساد العقل والفطرة والتآمر مع الخارج المتربص بالجميع لتحقيق مصالحه.. وذلك عند الله عظيم.

هل يستقيم في معركة مصيرية كهذه، أن يختلق البعض - أقصد هنا بعض إعلاميينا وكتابنا - ضلالات وأزمات في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى توعية المواطن بخطورة ما يحاك ضد مصر ليل نهار والمكاشفة بواجبات كل منا قبل حقوقه، وتبصير الناس بالنهايات المأساوية للأنانية السياسية التي يؤثر أصحابها مصالحهم الضيقة ونزعاتهم الفردية على مصالح مصر العليا وأمنها القومي.. فهل إذا غرقت السفينة – وهي إن شاء الله لن تغرق – هل ينجو أحد؟.. هل إذا احترقت راية النصر تبقى لأحد كرامة أو عزة؟.. ولو أن وطنًا أبطأ به أبناؤه فهل يسعفه أعداؤه أو حتى أصدقائه؟.. فهل تُبنى الأوطان بغير سواعد أبنائها وجهودهم وعرقهم بل دمائهم؟!
الجريدة الرسمية