ربنا يشفي مصر مما أصابها !
فوجهات النظر متباينة بين البشر وكل إنسان ينظر للحياة من زاوية معينة يوجه لها كل مشاعره وإحاسيسه وأفكاره وربما ينظر إلى الدنيا بزاويا مختلفة ولكن ليس كلها بنسب متساوية.
فإذا فكرنا بمنطق هذه السيدة فسنتعاطف مع كل لص اقتحم منزلنا لسرقته لأن أبنه أو زوجته تعانى من مرض أو احتياجه المادى، أو سنعطى مبررا للحقد على كل غنى يقود سيارة بالملايين وربما نقتله ونستولى على أمواله لأن هناك في المجتمع الكثير من الفقراء والمحتاجين والمرضى وسنعطى لأى شخص الحق في محاسبته وستصبح فوضى لا رادع لها وسنصبح كلنا فقراء مغيبين حاقدين ضعفاء مساكين.
إن ما يحدث في المجتمع المصرى لهو نموذج مصغر لما يعانيه الشرق الأوسط كله من إرهاب فكرى وثقافى وفوضى ألقاب وشهادات مزورة واحتلال الجهلاء المشاهد وعدم تقدير العلم والعلماء والكل يتاجر بالكل فهناك خلل مجتمعى لابد من البدء في علاجه.
فقد حان وقت التليفزيون المصرى وحانت له الفرصة بأن يعود لسابق عهده في التوعية الإنسانية ويكون بمثابة الجراح الذي يفتح ليستأصل الأورام من جسد المجتمع ويطببها وهذا بعدما أفسدت القنوات الفضائية ذات نسبة المشاهدة العالية عقول الناس وصنعت من الجهلاء علماء في كل المجالات.
وأخيرًا قضت المحكمة بأن حركة حماس منظمة إرهابية. نعم فبدأنا نتعامل مع الأمور بوضوح ولم أتعجب من الإخوان التائبين داخل السجون الذين يطلبون الإفراج عنهم بعد حكم المحكمة وليس هذا فقط فهم يريدون أيضا وبشرط أن نشركهم في الحكم شىء يثير الضحك.
وكل هذا يجعلنا لا نصدق كل ما نراه بعيوننا ولا نسمعه بآذاننا فهم يدسون السم في كل أطباقنا الشهية فلا تصدق أن هناك إخوان تائبين أو منشقين أو إخوان بلا عنف.
وأنا أنصح نفسى قبلكم أن أخذ حمام ساخن وأغلق التلفاز وأذهب إلى عملى وأعود لأنام حتى لا أصاب بالاكتئاب الشديد الذي يؤدى إلى الموت المفاجئ.
وربنا يشفى مصر والشرق الأوسط مما أصابهم والله الموفق والمعين.