رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «أبو خشبة وبرج مغيزل» بكفر الشيخ في طى النسيان.. النساء يغسلن الأوانٍ والملابس من مياه الترعة الملوثة.. القمامة والصرف الصحي يحاصران المنازل.. والمدرسة آيلة للسقوط


تعاني قريتي «أبو خشبة» و«برج مغيزل» التابعتين لمركز مطوبس بكفر الشيخ، الإهمال والتهميش، حيث أنهما خارج ذاكرة المسئولين بالمحافظة، بيوتهما من الطوب اللبن والطين، وجوه المواطنين يملؤها الألم بلغ بهم البؤس والفقر إلى أقصى درجة، ويستخدمون المياه الملوثة في غسل الملابس والآواني.


وعلي الرغم من كثرة الخطط الرسمية التي أعلنتها الحكومات المتعاقبة تنمية وتطوير تلك القرى، إلا أنها تظل مجرد حبر على ورق، ضاع معظمها في أدراج الرياح، وما زالت هذه القرى تعاني التهميش والإهمال ونقص حاد في أبسط الخدمات الأساسية.

كوب ماء نظيف
البحث عن كوب ماء نظيف معاناة يومية لأكثر من 2000 أسرة، أطفال وشيوخ أصيبوا بالأمراض والأوبئة بسبب اعتمادهم في المقام الأول على مياه الترعة التي تمر في قرية أبو خشبة بمحافظة كفر الشيخ، القرية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويعانى أهلها من عدم وجود صرف صحى ولا مياه للشرب، حيث تقول ياسمين أحمد، 12عاما، من أهالي القرية: "معندناش مية نشرب ومفيش أي حاجة".

انتشار الأمراض
وتقول أم أحمد، إحدى سكان قرية أبو خشبة، "أحنا معندناش مية في الحنفيات علشان كدة بنلجأ لغسل الأوانى والملابس من الترعة ومحدش بيسمع ولا بيشوف من المسؤولين، والمياه ملوثة وأهالي القرية أكلتهم الأمراض ومحدش بيسأل فينا والمصرف الذي يتوسط القرية مليئ بالقاذورات والقمامة ما يسبب الأمراض".

وأضافت راجية عبدالعال: "أن المياه ملوثة والناس بترمى فيها القمامة والحيوانات النافقة، إضافة إلى قيامهم بصرف المجارى بها، ورغم ذلك نغسل أطباقنا التي نأكل فيها منها ونغسل ملابسنا التي نرتديها أيضا في تلك المياه".

برج مغيزل
على بعد ما يقرب من 5 كيلو مترات من هذه القرية تقع قرية "برج مغيزل" والتي اشتهرت بسبب عمل أبنائها في حرفة الصيد، وكذلك وجود عدد من سماسرة الهجرة غير الشرعية، إلا أنها مثل كثير من قرى مصر التي يحاصرها التلوث ويعانى أبنائها من الأمراض.

في مدخل القرية مسجد صغير بمجرد أن تقترب تطاردك الروائح الكريهة المنبعثة من المصرف الذي يقع أمامه والملئ بالقمامة والقاذورات، بالإضافة إلى عدد من المقاهي يتسكع عليها العشرات من أبناء القرية العاطلون عن العمل، وكل شئ في القرية يُعبّر عن وضعها الغارق في البؤس.

مدرسة آيلة للسقوط
يقول حسنى الشامى، رئيس مجلس أمناء مدرسة برج مغيزل الابتدائية القديمة بنات: "إن المدرسة تم بناؤها بالجهود الذاتية منذ أكثر من 40 عاما وبها أكثر من 800 طالب بعد فصل الطلاب عن الطالبات، مؤكدا أن الفصول تحوي عددا كبيرا من الطلاب.

وأضاف أن المدرسة دخلت في خطة الصيانة أكثر من مرة ولكنها تحتاج إلى إزالة إلا أن هيئة الأبنية التعليمية تقول إن المساحة قليلة، مؤكدا أن المدرسة بها معلميين من خارج القرية وغير منتظمين بالحضور، والواسطة حرمت أبناء القرية من الوظائف وأثرت على العملية التعليمية مشيرا إلى أن التعليم متدنى للغاية بالمدرسة وهناك عجز في المدرسين.

تدهور الخدمات الصحية
وأكد رئيس مجلس أمناء مدرسة برج مغيزل الابتدائية، أن الخدمات الصحية تشهد تدهورًا بالغًا ولا وجود للأدوية، ويضطر أهالي القرية إلى اللجوء للعيادات والمستشفيات الخاصة في مدن المحافظة، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًا على كأهل الأسر الفقيرة.

وأضاف أسامة على، أحد أبناء القرية، أن ماسورة مياه الشرب انفجرت منذ 3 سنوات ما أدى لإغراق المنازل، وأصبحت تعوم فوق المياه بعد تصدعها، مؤكدا أنهم تقدموا بشكوى لمسؤلى الوحدة المحلية من ماسورة المياه لكن دون جدوى، بالإضافة إلى أن القمامة تحاصر المنازل والصرف الصحى يغرقها، وطالب بضرورة عمل شبكة صرف صحى للقرية.
الجريدة الرسمية