«البحوث الفلكية» تكشف المخاطر التي يتعرض لها «رواد الفضاء».. كسور وارتجاج بالمخ وهشاشة في العظام.. يصل وزن الشخص إلى طن.. يصعب تناول المشروبات والبلع.. وانفجار الجلد وغليان الدم
كشف الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية عن المخاطر التي يتدرب عليها رائد الفضاء قبل انطلاقه، كى يحافظ لفترات طويلة من الزمن، وتؤدى التدريبات إلى كسور بالأضلع ونزيف بالأعين وارتجاج بالمخ.
وأضاف تادرس في تصريحات صحفية أن هذه التجارب مقدار ما يتحمله الإنسان من إجهاد عجلة الجاذبية بسبب اكتسابه لسرعات هائلة في تدريب الطرد المركزى وهو أصعب التدريبات في هذا الشأن حيث تصل فيها العجلة إلى (20ج) مما يعمل على زيادة في الوزن تصل إلى أكثر من طن أحيانا.
وتابع رئيس قسم الفلك بأن التجارب تشمل التكيف مع حالة انعدام الوزن في الفضاء، وهى حالة مغايرة تماما لما تدرب عليه الرائد في تحمله لإجهادات العجلة (ج) حيث يصل وزنه إلى لاشىء تقريبا ويسبح في فراغ الكبسولة، وفى هذه الحالة يصعب على الرائد تناول المشروبات التي لا تستقر في معدته بالإضافة إلى صعوبة البلع أيضا لعدم وجود جاذبية لأسفل.
هشاشة وصعوبة النوم
وإلى جانب عدم شعوره بالارتخاء أو الراحة إذا ما أراد أن يسترخي أو ينام، ولذلك فلابد من التمرن الجيد على هذه الحالة وكيفية التغلب عليها والتكيف معها حتى أثناء النوم.
وأكد أن رائد الفضاء معرض أن يصاب بضعف وهشاشة العظام إذا ظل في حالة انعدام الوزن لفترات طويلة من الزمن، ناصحا بأن طاقم هذا النوع من الرحلات يتناولون كميات معينة من الكالسيوم، ويقومون بالجري في المكان مشدودين إلى أسفل بأحبال مطاطية لمحاكاة جاذبية الأرض بالنسبة لعظام الساقين.
وجبات رواد الفضاء
وأوضح تادرس أن وجبات الطعام التي تقدم للرواد في مثل هذه الرحلات مصنوعة خصيصا للفضاء بحيث تشمل العناصر والفيتامينات والهرمونات الهامة لجسم الرائد طوال رحلته في الفضاء، وطريقة تناول هذه الوجبات أما عن طريق أنابيب العجائن أو في صورة جافة تخلط بالماء الساخن في أكياس خاصة بشرط أن تكون هذه الأطعمة قليلة الرواسب.
ويتعرض الرائد في مثل هذه التدريبات على الانعزال لفترات طويلة في كبسولات مظلمة وضيقة شبيهة بالحقيقية تماما، فيبقى بها حبيسا بعيدا عن أي ترفية أو ترويح وفى حالة من الصمت الشديد لساعات طويلة قد تصل إلى أيام، وهو الشىء الذي يمكن أن يدفع به إلى ما يسمى بنقطة الانهيار، عندها يفقد الرائد تركيزه ويصبح في حالة لامبالاه غير قادر على الملاحظة ثم ينقلب إلى خطر كبير يمكن أن يهدد حياته وحياة زملائه.
ولهذا يتم تدريب الرواد على التعود على مثل هذه الأوضاع تحسبا لما يمكن أن يتعرض له أثناء الرحلة، ومن الذين تأثروا بهذه التجربة جدا الرائد الروسى (يورى جاجارين) الذي حكى بعض انفعالاته الشديدة فقال إنه كان يتذكر أحداث حياته كما لو كانت تحدث له الآن ! فكان يبكى أحيانا ويضحك أحيانا أخرى وهو وحيدا داخل كبسولته.
انفجار جلد الإنسان
وأوضح أن درجة الحرارة والضغط والتأثر بالإشعاع الكونى والرياح الشمسية وغبار الشهب وما إلى ذلك، فهو الأمر التي تحميه منه سفينة الفضاء المجهزة، فهى مكيفة من الداخل والضغط بها مساويا للضغط الجوى الأرضي، وما هو مؤكدا أن الضغط في الفضاء الخارجى يقل كثيرا إلى الدرجة التي يمكن أن ينفجر معها جلد الإنسان ويغلى دمه عند درجة حرارة جسمه إذا خرج من السفينة.