رئيس التحرير
عصام كامل

تنمية أفريقيا وتنمية مصر


أقرأ عما يسمى مشروع تنمية أفريقيا ونهر الكونغو.. هل هذه وكالة دولية أم محلية أم مصرية؟.. هل هي حكومية أم أهلية؟.. القارة السوداء يقطنها نحو نصف مليار نسمة، موزعين على ثلاثة وخمسين دولة شاملة الجزر منهم عشر مليارا، يقطنون أرض المحروسة سابقا..


ماذا يعني تنمية أفريقيا؟، وما هي الخطوات التي تتخذ؟، هل هي تنمية سياسية أو اقتصادية؟، وفي أي بلد بدأت ومنذ متى؟، وهل هناك نتائج ملموسة يعتد بها؟

يذكر نهر الكونغو وهل هذا له علاقة بما يسمى تحويل نهر الكونغو ليصب في أحد روافد نهر النيل جنوب السودان؟، الواقع يقول لنا إن من يقوم بهذا من مصر لكي يبيع الأونطة.. ومنهم كثيرون هذه الأيام.. كيف نقوم باعتبار مشروع داخل بلد مستقل ولا نأخذ رأي أهله؟.. هل نرضى بأن يقترح أحد مهندسي دولة تشاد أن يمدوا فرعا من بحر يوسف لزراعة آلاف الأفدنة في تشاد أو حتى ليبيا؟.. ماذا سيكون ردنا على ذلك؟! 

نهر الكونغو يقسم دولة الكونغو الديمقراطية وينبع من شرقها ويصب في المحيط الأطلنطي في غربها، وتشترك دولة الكونغو في الجزء الأخير من النهر، بما يعني أن هناك دولتين لهما مصلحة في نهر الكونغو.. ونهر الكونغو عميق جدا وغزير المياه ولا يستفاد من مياهه التي تزيد على ألف مليار متر مكعب تهدر سنويا في المحيط الأطلنطي ولا يستفاد بها، وهي مياه "عسل" أي نقية غير ملوثة، ولكنها بعيدة عنا، وقد نفكر في أمرها القرن القادم..

الأهم حاليا أن نفكر في تنمية نهر النيل وتنمية إيراده من المياه، وهذا أسهل لأنه في أيدينا وأيدي الأشقاء في السودان.. فتنمية مناطق السدود والمستنقعات جنوب وادي النيل يعطينا ضعف ما نحصل عليه الآن.. وهذا الأمر يتطلب وزراء ري غير الموظفين في مصر والسودان.. وجهودا سياسية مخلصة.. وطبعا جيشا يحميا.. وأقترح إنشاء قوة عسكرية خفيفة سريعة الحركة (ديناميكية) إن لم يكن هناك واحدة، تتدرب على القتال في الأحراش والمستنقعات والأمطار والجو الأفريقي الحار، ولتسمى مثلا "الجيش المقاتل"، تكون جاهزة للتدخل لحماية أمن مصر الجنوبي والمائي وما يتعلق بذلك.

كما يجب أن يكون لدينا علاقات ممتازة مع جيبوتي والصومال وإريتيريا وطبعا السودان، ويجب أن يتواجد أبناء مصر في هذه البلاد.. تنمية مياه النيل أهم وأسهل وأرخص وأكثر أمنا، وكفانا أونطة وبيع الأوهام.
الجريدة الرسمية