نظرات الفأر الصغير
إن الأشخاص ذوي الأفق الضيق دائما ما يكونون أصحاب قلوب سوداء معتمة صلدة وهم ليسوا أغبياء بالمعنى المعروف فربما تجدهم من أصحاب تجارة رابحة.. فالفيديو الذي ظهر خلال شبكات التواصل الاجتماعى لمجموعة من الجزارين ينتقمون من كلب مربوط في عمود نور ويرشقونه بالخناجر والسكاكين حتى لقى الكلب مصرعه لشىء يثير الاشمئزار من حقارة من فعلوا تلك الفعلة.
فوجدنا الكلب لم يستغث فظل يدافع عن نفسه وعن صاحبه حتى آخر نقطة دم في عروقه وهم يفرون من أمامه فهو كلب وفى وصدوق لم تفارق نظراته عيني صاحبه لم يخف على نفسه ولكنه يريد أن يحمى صاحبه فقط يا له من وفاء كلب وخسة وحقارة لهولاء الأشخاص الذين ينتقمون من صاحب الكلب بسحل الكلب والتمثيل بجثته!!
وعلى النقيض ننظر إلى أصحاب الأفق المتسع فنتذكر عائلة الحلو وكيف تعاملوا مع الأسد الذي قتل محمد الحلو وكذلك حديثا كيف تعاملت ابنة المدرب مدحت كوتة مدربة الأسود مع الأسد الذي هاجم والدها لم يقتلوه ولم يسلموه إلى حديقة الحيوان بل ظل يأكل ويشرف ويمارس عمله داخل السيرك.
فإنهم يعرفون أنه حيوان مفترس وأنهم معرضون إلى مثل هذه الأحداث وهناك علاقة حب بينهم وبين الحيوانات التي يدربونها فلا يعاقبونهم على شىء غريزى عند الحيوانات المفترسة فهولاء أصحاب العقول الراجحة والقلوب البيضاء.
ويذكرنى ما حدث بفأر صغير وجدته في مطبخ فيلا كنت مكلفا بمكافحة الآفات فيها فوضعت له سم الفئران ولم يأكله فاضطرتنى ظروف العمل أن أقتله بغرز عصا في بطنه حتى مات وأنا ممسك به من خلال العصا المغروزة في بطنه.
فنظراته الحنونة لى والتي كانت تستعطفنى أن أتركه لن أنساها فكأن لسان حاله يقول أنا لم أرتكب جرما كل ما هنالك أنى أبحث عن الطعام فرزقنى الله لديكم فاتُركنى في سبيل حالى وهلع قلبى، مياه كانت تتساقط من عينه وكأنها دموع فأزحت العصا ولكنه بعد فوات الأوان فقد مات وبسبب نظرات هذا الفأر الصغير تركت المهنة إلى الآن.
ويذكرنى أيضًا بفندق ونتر بالاس في الأقصر عندما كنت أعمل هناك في مجال اللاندسكيب وكان هناك قفص كبير به عائلة من النسانيس أب وأم وثلاثة أبناء وكان هناك ولد صغير يرميها بالحجارة لإثارة الأم التي كانت منهارة وتقفز من أسفل إلى أعلى تريد أن تخرج من القفص لتنقض على هذا الطفل للدفاع عن أطفالها حتى بعث الله بى إليها فبعدت الولد ونهرته عن فعلته فكانت نظراتها الحنونة تشكرنى وشهيقها وزفيرها من قفزها المستمر لم يُنسيا من أذنى مدى الحياة وعندما كنت أمر عليها كل يوم كانت تقابلنى هي وأطفالها بالفرحة.
فهولاء الذين لا يفهمون الحيوانات أصحاب القلوب الصلدة لا يفيد الجدال معهم فهم أصحاب كل متاعب الحياة من إرهاب وقتل ودماء.. فلنا الله مع هولاء ويجب أن يكون هناك قانون واضح لمن تسول له نفسه بتعذيب حيوان في الشارع والله الموفق.
