رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة «محلب» تدرج «مشروع توشكى» بخطة المجتمعات العمرانية.. دشنه «مبارك» عام 1997.. أزمة بعد تمليك «الوليد بن طلال» مائة ألف فدان.. مجلس النواب ينتفض ضد المشروع



رغم الانتقادات التي تم توجيهها لمشروع توشكى، إلا أن مجلس الوزراء كان له رأي آخر، وأعلن خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إدراج مشروع مدينة توشكى الجديدة بخطة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للعام المالي الحالي، باستثمارات قدرها 187.5 مليون جنيه كتمويل ذاتي.


وكان قد صدر القرار الجمهوري رقم 268 لعام 2006 بإنشاء مدينة توشكى الجديدة بمساحة 10 آلاف فدان غرب محافظة أسوان، ويتضمن مشروع إنشاء المدينة تنفيذ المرافق (كهرباء، مياه، صرف صحي، طرق) على مساحة 105 أفدنة، وتنفيذ 100 وحدة سكنية ومبان وخدمات، وأعمال البنية الأساسية، ضمن المرحلة الأولى من المشروع.

الإعلان عن المشروع
وتم الإعلان عن المشروع في 9 يناير 1997 كمشروع قومى عملاق، تلخصت صورته الأولى في نقل المياه من بحيرة ناصر إلى ترعة عرضها 200 متر، وذلك لتمر في طريقها بمنخفض توشكى، ثم بواحة باريس مرورًا بالواحات الخارجة والواحات الداخلة، ثم إلى واحة الفرافرة بطول 850 كم تقريبا كمرحلة أولى، على أن تصل بعد ذلك إلى الواحات البحرية وتستمر في طريقها لكى تصب في النهاية بمنخفض القطارة، حيث قرر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك العمل في مشروع توشكى لاستصلاح واستزراع 540 ألف فدان حول منخفضات توشكى، وذلك من خلال تخصيص هذه الأراضي لمستثمرين وشركات تابعة للدولة، وذلك في إطار خطة الدولة لتوسيع رقعة المساحة المعمورة من 5 % إلى 25 %.

الوليد بن طلال
وكان قد تم تخصيص 100 ألف فدان من أرض توشكى بالأمر المباشر إلى الوليد بن طلال، وذلك في عهد مبارك ما تسبب في أزمة بعد تنازل الأخير عن حكمه عقب ثورة 25 يناير، حيث تم حل الأزمة بتمليك الوليد بن طلال مساحة 25 ألف فدان، ورد مساحة 75 ألف فدان إلى ملكية الدولة، وتم توقيع عقد جديد للأرض.

الهدف من المشروع
وكان الهدف من مشروع توشكى هو استصلاح 540 ألف فدان في جنوب الوادي الجديد بتوشكى، وتتولى الوزارة أعمال البنية القومية وإدارتها وتشغيلها وصيانتها، على أن يقوم المستثمرون والشركات المخصص لها أراض بتنفيذ أعمال البنية الداخلية وتشغيلها (شبكات الري والصرف) بمعرفتها وتحت إشراف وزارة الرى والموارد المائية.

المستثمرون
كما تم تخصيص مساحة 100 ألف فدان لشركة المملكة للتنمية الزراعية لم يتم استصلاح إلا 600 فدان فقط، وأقامت الشركة محطة رفع لاستصلاح 1400 فدان إضافية خلال عام 2009، وأفادت الشركة أن خطتها تقوم على استصلاح 20 ألف فدان خلال السنوات الثلاث القادمة، وللشركة مزرعة تجريبية على مياه الآبار الجوفية في مساحة 1000 فدان تم زراعة 400 فدان منها فقط.

كما تم تخصيص مساحة 45 ألف فدان لشركة جنوب الوادي للتنمية منها 35 ألفا، و10 آلاف فدان، وقامت الشركة بزراعة 13.5 ألف فدان واستصلاح 6.5 آلاف فدان لتصبح المساحة الإجمالية 20 ألف فدان بنهاية عام 2009 وهناك مزرعة تجريبية مساحتها 300 فدان على مياه الآبار الجوفية، بالإضافة إلى تخصيص مساحة 25 ألف فدان لشركة الراجحي للتنمية الزراعية كمرحلة أولى من إجمالي مساحة 100 ألف فدان وتم زراعة 5 آلاف فدان واستصلاح 10 آلاف فدان أخرى واستصلاح بقية المرحلة الأولى بنهاية عام 2009 والشركة تخطط لاستصلاح كامل للمساحة حتى عام 2011. 

تكلفة المشروع
وتراوحت تكلفة المشروع التقديرية ما بين 70 و100 مليار دولار أمريكى وذلك نظرًا للعرض والتبطين اللذين يمكن توفير قيمتهما على أن يبدأ التنفيذ عام 1997 وينتهى عام 2017، ويهدف إلى أن يوفر المشروع 2.8 مليون فرصة عمل جديدة، وتوطين 16 مليون مواطن وأسرهم.

اتهامات للمشروع
وفى أبريل 2006، اتهم عدد من نواب المعارضة في مجلس النواب الحكومة بإهدار المال العام، وإنفاق المليارات على المشروع دون عائد، مؤكدين أن المساحة المزروعة لم تتجاوز 4 آلاف فدان من إجمالي 540 ألف فدان، بتكلفة 7 مليارات جنيه تم صرفها بمعدل مليون و750 ألف جنيه للفدان الواحد.

إحياء المشروع

وفي إطار تنفيذ البرنامج الانتخابي، للرئيس عبد الفتاح السيسي، عقدت الهيئة العربية للتصنيع، بالتعاون مع شركة الظاهرة الإماراتية مؤتمرًا صحفيًا، لتوقيع عقد شبكة كهرباء لمشروع استصلاح 30 ألف فدان، مرحلة أولى بمساحة 100 ألف فدان بمنطقة توشكى.
ويتوفر في مشروع توشكى عناصر طبيعية للنجاح لكنها تحتاج الكثير من حسن التخطيط والإدارة فضلا عن توفير الاعتمادات المالية والاستثمارات اللازمة للتنفيذ والتي تبلغ 2.7 مليار جنيه.

مناطق خطة الاستصلاح

وقامت وزارة الزراعة باختيار المناطق الخاصة بخطة استصلاح المليون فدان بعناية، وهي مقسمة على 11 منطقة، وهى مشروع توشكى 108 آلاف فدان، وآبار توشكى 30 ألف فدان، والفرافرة القديمة 200 ألف فدان، والفرافرة الجديدة 100 ألف فدان، والداخلة 50 ألف فدان، وامتداد شرق العوينات 50 ألف فدان، وجنوب منخفض القطارة 50 ألف فدان، ومشروع غرب المنيا 200 ألف فدان، ومنطقة المغرة 150 ألف فدان، وشرق سيوة 30 ألف فدان، وتم توزيع 33 ألف فدان للشباب بتوشكى.

المياه الجوفية
ويعتمد مشروع استصلاح المليون فدان على المياه الجوفية بنسبة 90%، وقد بدأت وزارة الري في حفر آبار المياه، وهناك 50 بئرًا تعمل بالطاقة الشمسية تنفذها القوات المسلحة في المشروع لخدمة الأراضى الجديدة وخدمة عملية التنمية في المنطقة.

ويرتبط باستصلاح الأراضي أنشطة زراعية صناعية في توشكى، هي إنتاج واستخلاص السكر من البنجر، والزيوت، والإنتاج الحيوانى، والألبان، والتمور، والفاكهة، حيث تعتمد تلك الصناعات على إنتاج الزراعة في هذه المناطق أو عمل وحدات تصنيعية صغيرة لاستخلاص الزيوت.

كما تقوم مشروعات للإنتاج الحيوانى ضمن مشروع الاستصلاح في توشكى، ويخصص إنتاجها للسوق المحلية فقط، حيث تتم تربية أبقار خليط وعجول تسمين وأيضًا عمل مجازر آلية بقوة 100 رأس في اليوم لكل مجزر.
الجريدة الرسمية